مال وأعمال

٧ أسباب تؤدي لفشل المشاريع والشركات الناشئة في سنواتها الأولى

تعرف على الأسباب الحقيقية التي تؤدي لفشل الشركات الناشئة من واقع دراسات وإحصائيات رسمية وكيف يمكن تجنبها.

يتجه بعض الناس وخصوصًا الخريجين الجدد لإنشاء مشاريع خاصة بهم لأسباب كثيرة، كمواجهة البطالة وعدم وجود فرص عمل كافية، أو لمجرد وجود فائض من المال يرغبون بإستثماره.

والبعض يهدف لإنشاء مشاريع وشركات رغبة في النجاح وإمتلاك مشروعهم الخاص، أو رغبة في تنمية إقتصاد بلدانهم، ومنافسة المنتجات والخدمات الأجنبية.

لكن وللأسف، معظم تلك الشركات تفشل مع مرور الوقت وتغلق أبوابها سريعاً، فبحسب إحصائيات رابطة الأعمال الصغيرة الأمريكية (Small Business Association) فإن ٥٠٪؜ من الشركات الناشئة تفشل خلال سنتها الأولى.

ومايقرب من ٧٥٪؜ من الشركات تفشل خلال الخمس سنوات الأولى بحسب دراسة نشرتها جامعة هارفارد للأعمال (Harvard Business school).

بعض الدراسات الأخرى تقول: إن فرصة نجاح مشروع أو شركة ناشئة تمثل ١٠٪؜ فقط، بمعنى آخر شركة واحدة فقط من كل عشرة شركات هي التي تنجح.

أذًا.. ما سر فشل أغلب الشركات الناشئة؟ وما هي الأسباب وأبرز الأخطاء التي تقع فيها تلك الشركات الناشئة؟ وكيف نتجنبها إذا فكرنا أن نصبح رواد أعمال ناجحين في المستقبل؟ سنجيب عن ذلك وأكثر، فتابع القراءة.

أسباب فشل الشركات الناشئة والأخطاء التي تؤدي لإنهيارها

توجد سبعة أسباب رئيسية تؤدي لفشل الشركات الناشئة، وهي التي تقع فيها معظم الشركات التي تغلق أبوابها مبكراً. هذه الأسباب كالتالي:

١- ضعف التمويل وسوء الإدارة المالية

جمع الأموال الكافية لإنشاء أي مشروع يعد أحد الأمور الهامة لتغطية تكاليف إقامة وتطوير مشروعك، وجمع الأموال يعتمد على مهارة الفرد وكيفية إيجاده لهذه الأموال، وطريقة إقناع المستثمر المناسب لجمع رأس المال.

يظن بعض رواد الأعمال الناشئين أن رأس المال القليل سيمكنهم من إطلاق منتج وتغطية تكاليفه المستقبلية من المبيعات التي سيحققها.

ظنًا منهم أن المنتج سينجح بالتأكيد ويحقق مبيعات كبيرة، وهذا يعتبر من الأخطاء التي بسببها وقعت الكثير من الشركات الناشئة في أزمات مالية، وكُتبت نهايتها.

وبحسب الإحصائيات، فـأن الشركات التي توقفت عن العمل بسبب نقص السيولة بين الشركات الناشئة وصلت نسبتها إلى ٢٩٪؜.

البعض الآخر لا يبحث عن ممول أو مستثمر ظنًا منهم أن هذا وقاية لهم من القرارات المتعارضة، ومن خطورة إنسحاب الممول في وقت ما، وهذا أمر جيد، ولكن إبقاء الأمر على هذه الوتيرة لفترة طويلة أمر غير صائب بتاتًا.

وقد يعرض ذلك شركتك للفشل، فوجود أموال متدفقة في المشروع من مصادر أخرى سيحميك من الأزمات المالية المتكررة على المدى الطويل.

البعض الآخر بسبب حماستهم المفرطة يفتتحون أكثر من مشروع، وهذا من عوامل التشتت ويعمل تلقائيًا على زيادة التكاليف.

بالتالي لا يستطيع أدارة الأموال بطريقة صحيحة، وبحسب الإحصائيات فإن ١٣٪؜ من رواد الأعمال قد خسروا مشاريعهم لهذا السبب.

إذاً عليك أن تهتم بالتمويل وإيجاد الممول المناسب أو المستمر الذي سيشارك في إضافة رأس المال الذي تحتاجه، ويمكنك الإستفادة من مقالتنا حول أنواع المستثمرين وكيفية الوصول إلى المستثمر المناسب.

٢- قلة الخبرة وعدم إختيار الفريق المناسب

معظم الذين يتجهون لإنشاء المشروعات الجديدة قد يمتلكون أفكاراً جيدة، بل ممتازة، ولكن قد يكونوا قليلي الخبرة، والخبرة تأتي بالتجربة، أو بتعلم تجارب أشخاص سبقوك في نفس التجربة.

البعض يلجأ إلى قراءة الكتب ومقالات الويب لكي يحصل على تلك الخبرة، ولكن أحيانا توجد تساؤلات لا يجدون لها إجابة عند البحث، وهنا سيتوجب عليهم الإتجاه إلى الخبراء والمتخصصين لطلب الإستشارة.

فالخبير يمتلك المعرفة السوقية ويستطيع إنشاء خارطة الطريق المناسبة للمشروع من خلال التحليل والإحصاءات، ورسم الخطط الاستراتيجية والتسويقية المناسبة، كما أنه يستطيع توجيه النصائح الإدارية.

أغلبية الرواد الناشئين بالرغم من عدم خبرتهم إلا أنهم يمتلكون الشغف والحماس الزائد الذي قد يوقعهم في الكثير من الأخطاء، التي من أهمها عدم إختيار الفريق المناسب.

إختيار الفريق المناسب لعملك مهم تماماً كإختيار الخبير المناسب، فيجب إختيار فريق يحمل نفس رؤيتك، ونفس شغفك، ونفس تفكيرك، ويمتلكون روح التعاون، وليس كل همهم المال وفقط.

وعليك أن تحذر من توظيف الشخص الذي لا يرى إلا نفسه ولا يحمل هم الشركة، وكل همه الحصول على أعلى راتب وأعلى منصب ممكن في الشركة.

يقول “ماريت كيت دونوفان” المدير التنفيذي لشركة Zirtual عن أزمة شركته التي نتج عنها إفلاس الشركة “لم يكن مجلس الإدارة متناغمًا، لكننا إكتشفنا ذلك قبل ٦ أشهر فقط من إعلان الإفلاس، وكان ذلك متأخراً.

ألوم نفسي على الكثير مما حدث في عدم توظيف المزيد من الأشخاص ذوي الخبرة. لم يكن ذلك لحقد، لكنها سذاجة في التصرف، فإذا كان لدينا مدير مالي محترف لإختفت المشكلة تماماً.

٣- عدم دراسة السوق

على سبيل المثال عندما تكون في قرية ريفية سكانها بحاجة لمعدات زراعية لإنهم يواجهون نقصاً في المعدات، لا تقم بإنشاء مشروع لبيع الحواسيب وملحقاتها لأشخاص هم بالأساس في حاجة لمعدات زراعية.

هذا إن حدث فيدل على عدم دراسة السوق بشكل جيد، نعم قد يشتري منك شخص ريفي معدات حاسوبية ولكن نحن نتكلم على أساس ما يحتاجه أغلب الناس، وليس القليل من الناس.

من ناحية أخرى إذا كان هناك ١٠ متاجر لبيع الحواسيب في منطقة ما، فلا تقم أنت بفتح متجر حواسيب آخر في نفس المنطقة، فهناك مثل يقول “لا تبيع الماء في حارة السقايين”.

فأحد أهداف الشركات والمشروعات بالأساس هو حل المشكلات، وليس إبقائها كما هي، فأغلب الشركات الناشئة تتعرض للخسارة نتيجة إبتعادها عن إنتاج وتسويق ما يحتاجه السوق.

إذاً يجب أن نسير بقانون العرض والطلب وحل مشكلات المستخدمين، وكلما زاد الطلب على شئ يحتاجه الناس، أو كلما زادت مشاكل الناس كلما زادت الفرصة في بيع ما يطلبون أو ما يحتاجون.

٤- المبالغة في التسعير وسوء الجودة

يلعب التسعير دورًا هاماً في بيع المنتج، فمن جهة يجب أن يغطي تكاليف المنتج، ومن جهة يجب أن يكون مناسبًا للجمهور، فيجب على رؤساء الشركات التسعير المناسب لجميع طبقات المجتمع.

وأن لا يكون المنتج سعره أكبر من قيمته، وخصوصًا إذا كان المنتج جودته سيئة، ولا يكن كل همك الربح السريع، فهذا سيؤثر بالسلب على مبيعات الشركة على المدى البعيد.

كأن يكون هناك طلب على منتج من المنتجات فتقدمه سريعًا دون الإهتمام بجودته، هنا قد تربح ربحًا سريعًا، ولكنك في الواقع وضعت شركتك الناشئة في مأزق.

على المدي البعيد ستظل تخسر كل عميل يجرب منتجك ويجده ذو جودة سيئة وبذلك تفقد مصداقيه الشركة، لذلك عليك تسعر المنتج بقيمته التي يستحقها، وأن لا يكون ردئ الجودة.

أهم الأمثلة على ذلك ما حصل لشركة سامسونج، عندما أمر صاحبها العمال بتكسير آلاف أجهزة الشركة وإحراقها بسبب كثرة الشكاوى من سوء الجودة، مما كلف الشركة ٥٠ مليون دولار تقريبًا.

ومن بعد تلك الحادثة تم بالفعل تحسين جودة المنتجات، وها نحن اليوم نعرف شركة سامسونج كإحدى أفضل شركات الإلكترونيات على الإطلاق، يمكنك معرفة القصة الكاملة عن الشركة من مقالة قصة صعود سامسونج.

٥- عدم تقبل النقد البناء وسوء خدمة العملاء

النقد البناء يعد من أهم أسباب تطوير المنتجات الفاشلة أو المنتجات التي بها نقص ما، فعندما يأتي مستخدم قد جرب منتجتك بالفعل وبدأ في إنتقاده بطريقة بناءة، فهو بذلك يساعدك في تحسين منتجك بطريقة أفضل.

فإذا كنت فعلاً تريد إستمرار شركتك في السوق وتحسين منتجاتها، وتريد أن تتقدم بشركتك إلى الأمام فعليك أن تهتم بآراء المستخدمين وتدوين ملاحظتهم.

للمزيد عن أهمية ذلك يمكنك الإطلاع على مقالة “خدمة العملاء” أساس نجاح أعمالك، تعلم أهميتها وطرق القيام بها.

٦- الترويج والإستهداف الخاطئ للعملاء

عدم وجود قسم خاص لترويج المبيعات وحده كافي لإنهيار الشركة، وإلا فكيف سيعرف الناس بوجود شركتك من الأساس؟ وفي نفس الوقت وجود قسم للتسويق لكن لا يسوق المنتجات بطريقة صحيحة يمكن أن يعرض شركتك للفشل.

قديمًا قبل إنتشار الإنترنت كانت معظم الشركات تروج نفسها عبر الإعلانات التليفزيونية، وكانت طريقة غير فعالة بطريقة كبيرة لأن الإعلان سيظهر لجمهور ذو إهتمامات مختلفة.

أما اليوم في عصر الإنترنت، أصبحت أغلب الشركات تروج منتجاتها عبر مواقع التواصل الإجتماعي بشكل مستهدف، فأغلب صفحات التواصل الإجتماعي أو ربما كل الصفحات تستعمل خاصية الـ(Cookies) التي تظهر بفضلها المنتجات فقط للمستخدمين الذين يهتمون بهذا المنتج بالتحديد.

إذاً يجب على الشركات الإهتمام بقسم التسويق عن طريق الويب أكثر من الترويج بالطرق التقليدية، ويمكنك أن تقرأ مقالاتنا المتعددة عن إستراتيجيات التسويق الإلكتروني للمنتجات في قسم التسويق الإلكتروني.

٧- المنافسة القوية

حتى مع قوة الشركة وإكتمال جميع العناصر المطلوبة لقيام الشركة، إلا أن المنافسة القوية يمكنها الإطاحة ببعض الشركات والتسبب في فشلها، ويؤكد مبدأ المنافسة على أنه لا يمكن لأحد ضمان إستمرارية نجاحه سوى بالعمل والجهد المستمر، ولا يمكنك الإكتفاء بالإنجازات السابقة.

وكثيرًا ما نجد أن الفشل يحدث للشركات في السنوات الأولى من عمرها، وهو ما يؤكد أهمية العمل الدائم والتطوير، ومع ذلك ينصح بعض رجال الأعمال الناجحين الشركات الناشئة في بدايتها بعدم الإهتمام بالشركات المنافسة.

حتى لا يتعرضوا لخيبات الأمل والإحباط، أما بمجرد تمكنهم من تحقيق مكاسب حقيقية حينها ستقع عليهم الأنظار، وسترغب باقي الشركات في المنافسة.

لذلك على الشركات أن تدرس سوقها التنافسي جيدًا و إلا ستنضم إلى باقي الشركات التي فشلت، والتي تقدر نسبتها بـ١٩٪؜ بسبب إهمال عنصر المنافسة.

2 تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *