مال وأعمال

كيف تفكر خارج الصندوق Out Of The Box؟

تعرف على التفكير خارج الصندوق، فهو ليس وهماً وإنما الغرض منه حل المشكلات التي تواجهك بطرق غير تقليدية.

إقرأ في هذا المقال
  • ماهو التفكير خارج الصندوق؟
  • لماذا التفكير خارج الصندوق ليس أمراً سهلاً؟
  • كيف تبدأ بالتفكير خارج الصندوق؟

في كثير من الأحيان تجد من بعض المحيطين بك من ينصحك بالتفكير خارج الصندوق حتى تتميز عن غيرك، لكن لا أحد يخبرك ما الذي عليك فعله لتستطيع التفكير خارج الصندوق!

مصطلح التفكير خارج الصندوق “Thinking Out Of The Box” مصطلح دارج في عالم الأعمال، لكن في الغالب ليست لدى الكثيرين فكرة كافية عنه، أو عن كيفية الوصول إلى مرحلة التفكير خارج الصندوق، وكيف أنه أمر يسهل القيام به بممارسة بعض العادات.

ولذلك هذه مقالة مفصلة حول ما تحتاج معرفته عن التفكير خارج الصندوق، وماهي الخطوات التي يمكنك إتباعها لتستطيع التفكير خارج الصندوق.

ماهو التفكير خارج الصندوق؟

التفكير خارج الصندوق هو معالجة المشاكل بطرق جديدة ومبتكرة، هو أن تدع كل تجاربك وأفكارك ومبادئك جانباً لتأتي بحل جديد لا يعتمد على أي شيء موجود بالصندوق.

أن تترك لعقلك أن يختبر كل فكرة مهما كانت سخيفة أو غريبة، وهي مهارة بالأساس ترتكز على قدرتك على الإبداع.

لماذا التفكير خارج الصندوق ليس أمراً سهلاً؟

عندما تفكر بشكل مختلف عما كنت تفعله طوال حياتك، ستجد أن ذلك أصعب بكثير مما كنت تتوقع، فالرغبة في التفكير بشكل مختلف تعني المخاطرة بأن تكون مختلفًا عن العائلة والأصدقاء وزملاء العمل.

المشكلة أننا مخلوقات ذات عادات، ويفضل معظمنا الروتين المألوف، وعدم الخروج من عباءة ذلك الروتين، حتى فيما يتعلق بالتفكير، فالتفكير خارج الصندوق هو تحدي لبعض المعتقدات الراسخة.

لذلك غالبًا ما تتجنب الشركات المخاطر التي قد يكون لها تأثير سلبي على أرباحها، والتي في ظنهم تأتي من أشخاص يفكرون خارج الصندوق، ولكن فى كثير من الأحيان المخاطر لا تؤتي ثمارها فحسب، بل تؤتي ثمارها أكثر مما نتوقع.

مثال على ذلك، تم طرد ستيف جوبز من قبل مجلس إدارة شركة أبل، الشركة التي كان هو مؤسسها! إلا أن شركة أبل لاحقًا إشترت نظام التشغيل Next الذي أنشأه ستيف جوبز أيضاً بعد طرده من أبل.

فعاد بذلك ليعمل كرئيس تنفيذي لشركة أبل مرة أخرى، وينقذ الشركة من الإفلاس، وإرتفعت الأسهم بنسبة ٩٠٠٠ بالمائة تحت قيادته على الرغم من تعرضه للفشل والطرد.

المخاطر ضرورية للنمو على المستوى الشخصي والتجاري، وعلى الرغم من أنه يُقال لنا في كثير من الأحيان أنه يجب علينا التفكير خارج الصندوق، إلا أنه نادرًا ما يُقال لنا كيف.

كيف تبدأ بالتفكير خارج الصندوق؟

يُقال لنا طوال الوقت “فكر خارج الصندوق”، ولكن كيف نفعل ذلك بالتحديد؟ كيف نطور القدرة على مواجهة المشاكل بطرق مختلفة عن تلك التي نستخدمها عادة في مواجهة المشاكل؟

كيف ننمي القدرة على النظر إلى الأشياء بشكل مختلف عن الطريقة التي ننظر بها إلى الأشياء عادةً؟

فيما يلي بعض النصائح والطرق لتعزيز مهارات التفكير خارج الصندوق، فقط عليك أن تبذل جهدًا لدفع تفكيرك إلى ما هو أبعد من حدوده بين الحين والآخر.

١- القراءة يجب أن تكون عادة

لتتعلم التفكير خارج الصندوق ينبغى أن تكون القراءة عادة يومية، مازال هناك إعتقاد راسخ لدى كثيرين بأن القراءة رفاهية أو أمر ثانوي نقوم به في أوقات الفراغ.

إلا أن السمة المشتركة للأشخاص الناجحين هي أنهم يداومون على القراءة يومياً، لذلك يُشارك مئات المديرين التنفيذيين الناجحين سنوياً قوائم الكتب التي ساعدتهم للوصول إلى ما هم عليه اليوم.

على سبيل المثال لا يتخلى بيل غيتس عملاق البرمجيات والتقنية عن عادة القراءة لتعزيز فهمه للعالم، فهو يعلن في مدونته كل عام عن قائمة الكتب التي قرأها وإستفاد منها والتي تصل إلى ٥٠ كتاب سنوياً.

٢- إقرأ روايات جديدة غير مألوفة لديك

إذا قرأت رواية أدبية، جرب فى المرة القادمة قراءة رواية غامضة أو خيال علمي، إذا كنت تقرأ الكثير من الروايات البوليسية فجرب قراءة رواية عن قصة حب.

إنتبه فالقراءة هنا ليست فقط للقصة، ولكن للمشاكل الخاصة التي يتعين على المؤلف التعامل معها، وهذا بالتأكيد سيساعدك على التفكير فى حل أي مشكلة تواجهك بطريقة مختلفة. 

٣- أطلب من طفل أن يعطيك نصيحة

يمكنك الإستعانة بطفل لتفكر به خارج الصندوق، فأبسط الأفكار وأروعها تخرج منهم، لأنهم لا يزالون يكتشفون هذا العالم دون تعقيدات الكبار أو الإنغماس في نفس مشاكلهم.

إذا واجهتك مشكلة في العمل فأجلب قطعة حلوى لطفلك وأسأله ماذا سيفعل لو كان مكانك، ربما تصبح الإجابة غريبة، بسيطة، أو حتى غبية لكن لا تعلم ربما تنجح.

وعندما تنجح لا تنسى مكافأته كل مرة، فهذا سيعمل كمحفز له ليخرج كل الأفكار “السخيفة” من وجهة نظرك والرائعة من ناحية التفكير خارج الصندوق.

الفكرة ليست أن تفعل ما يقوله الطفل بالضرورة، ولكن أن تدفع تفكيرك إلى مسار غير تقليدي.

٤- قم بكسر روتينك اليومي

لا تعش الروتين الممل نفسه فى كل يوم، بل حاول بشكل دائم كسر هذا الروتين الذى يعمل على تعطيل الإبداع والعمل لديك.

قد يؤدي تغيير الروتين إلى جعل عقلك يفكر بشكل مختلف، هناك العديد من الطرق التي ستساعدك فى كسر الروتين فإتبع ما يناسبك منها، سواء بتغيير السلوكيات، أو المظهر، أو ردود الأفعال، أو بممارسة الرياضة، أو غيرها من الطرق الأخرى لكسر الروتين.

٥- تعلم مهارات جديدة وإنفتح على العالم

كلما وسعت آفاقك كلما زادت الإتصالات التي سيتمكن عقلك من إجرائها، وكلما زادت المعلومات داخل عقلك كلما زادت قدرتك على الخروج بأفكار غير عادية.

إشترك في دورات تدريبية خارج مجال عملك، تعلم لغة جديدة، من الممكن تجربة هواية جديدة كالسباحة، أو حضور ورشة عمل في مجال آخر غير الذي تعمل به.

لا تجعل عالمك ضيق ومحدود، تعرف على ثقافات جديدة وأشخاص مختلفين، حاول أن تسافر وتستكتشف كل ما يمكنك إستكتشافه، كل ذلك سيساهم في تغيير طريقة تفكيرك وسترى العالم بمنظور مختلف في كل مرة.

٦- أحط نفسك بالمبدعين وإبتعد عن الأشخاص السلبيين

الإنسان كائن إجتماعي، لذا سوف تشعر بالإلهام من الآخرين، وسوف يظل إبداعك مستثارًا في العمل عند مصادقتك لأشخاص يشجعونك على الإبداع.

من المفيد أيضاً أن تصادق أشخاصًا ليسوا في نفس المجال الذي أنت فيه، حيث يمكن أن يمنحك هؤلاء الأشخاص وجهة نظر تفيدك فى عملك لن تحصل عليها من شخص مشبع بنفس الأفكار التي أنت عليها.

٧- تعلم الإستماع والإنتباه جيداً لما يقوله الأخرين

أحد سبل تنمية التفكير الإبداعي هو الإلتزام بالصمت فى بعض المواقف والإستماع لما يقوله الآخرون.

تعتبر هذه فكرة مفيدة لأنها ستساعدك على الإستماع للأفكار فلا تضطر بذلك لعرض ذات الفكرة مرة أخرى، وستساعدك أيضًا على ترتيب أفكارك قبل النطق بها.

٨- لا تخف من الفشل

يتطلب التفكير خارج الصندوق الإبداع والمجازفة، ومن الوارد أن تحدث أخطاء عديدة مع المخاطرة، فغالبًا ما يكون الفشل كثيراً قبل النجاح الكبير.

علينا فقط أن نقتدى فى تفكيرنا بأعظم المبتكرين مثل جيمس دايسون وتوماس إديسون وألبرت أينشتاين لنعلم أن الفشل ليس قاتلاً.

عندما يتعلق الأمر بالتفكير خارج الصندوق، فمن الضروري أن تكون مستعدًا لتحمل المخاطر وإرتكاب الأخطاء، وإذا لم يكن الأمر كذلك فسوف تتوقف حتى قبل أن تبدأ.

٩- ممارسة التأمل

يوصف التأمل أو التفكر بأنه “تهدئة العقل”، فالحقيقة أن أذهاننا دائمًا ما تشرد، وهذا التأمل يساعدك على ملاحظة ذلك.

في التأمل تقوم بملاحظة الأفكار القوية التي تتجول في ذهنك دون التعلق بها أو الحكم عليها، فكثير من الأفكار تعبر أذهاننا طوال اليوم، لكننا لا نتوقف دائمًا للتأمل فيها، لذا إجلس مع نفسك لبعض الوقت للتعرف على ما يدور في رأسك.

١٠- تجنب الأماكن المغلقة

تتأثر طريقة تفكيرك ببيئتك، فوجودك فى حديقة مثلاً سيجعلك تقدم حلولاً إبداعية بشكل أكبر مما لو كنت فى غرفتك.

قم بزيارة أماكن مفتوحة أو إجلس أمام البحر ودع عقلك يجول بأفكاره، وستتفاجأ بالإختلاف الكبير فى طريقة تفكيرك عندما تقوم بذلك.

١١- إقرأ عن معتقدات الآخرين

الأفكار والمعتقدات لدي البشر تمثل ما يؤمنون به وما يعتقدونه في الحياة، وكيف بدأت، وكيف ستنتهي، ولماذا وُجدنا، وغيرها مما نجده مختلفاً بين مكان وآخر، بل وبين زمان وآخر.

وبالتأكيد لديك ما تعتقده في هذه الحياة، ولكن الإطلاع على معتقدات وأفكار الغير سيفيدك في فَهم كيف يعيشون، وكيف يفكرون بهذه الطريقة الجديدة بالنسبة لك، وكيف ينظرون إليك أنت صاحب المعتقد الآخر.

وستفيدك أيضاً في معرفة الأشياء المشتركة بينكم والإختلافات، وتثير ذهنك حول نقاط عديدة توسّع أكثر من مداركك.

ليس الهدف هو إعتناق أو تبني فكرة أو مذهب معين، ولكن الفكرة في التعرف عليها مع إحتفاظك بما تقتنع به وما تراه صواباً.

١٢- فكر في أسوأ الإحتمالات الممكنة 

الخوف هو أكثر ما يعيق الإبداع، وهو ما يجعلك لا تخرج عن المعتاد حتى لو كنت تعلم ما هو الأفضل لك.

عندما تفكر في أسوأ الإحتمالات الممكنة، لن تستطيع فقط الترتيب له، بل قد تقتنع أيضًا أنه ليس بهذا السوء وقد تقوم بتجربته.

١٣- تخلص من السلبية والتشاؤم  

عندما نمر بمشكلات ونشعر بالتشاؤم، يعاني عقلنا من حالة إغلاق وجمود، وهذا كله يؤثر بشكل كبير على الإبداع ومهارات التفكير خارج الصندوق.

تذكر أن العقل الصحي يعتبر مصدراً ومنبعاً للكثير من الأفكار الجديدة والمفاجآت، وهذا ما يضمن حياة سعيدة جداً وحياة مليئة بالإنجازات والتفوق.

عندما تعاني من أفكار سلبية يمكن أن يؤدي ذلك إلى توليد طاقة مؤذية يمكن أن تعيق خروجك من المكان الذي تقف عنده، وتحول دون حصولك على أفكار خلاقة، وبهذا تخسر فرصة الفوز بحياة أكثر سعادة.

حاول ألا يسيطر اليأس عليك وركّز دوماً على الحل وليس على المشكلة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *