مال وأعمال

كيف تتحرر من قيود شركتك وتجعلها تسير بشكل مثالي في عدم وجودك؟

لن تكون حراً أبدًا إذا كنت وحدك القادر على التعامل مع العملاء وحل مشكلات الشركة، مثلاً ما هو حجم تسلا إذا كان كل جزء من العمل يعتمد على ما يقوم به إيلون ماسك شخصيًا؟

إقرأ في هذا المقال
  • ما نوع العمل الذي يجعلك حراً؟
  • هل تمتلك عملاً أو لديك شركة؟
  • كيف تتمتع بالحرية إذا كانت لديك شركة؟

هناك الكثير من رواد الأعمال الذين ينتهجون الطرق الإدارية القديمة المتوارثة بشكل كبير عن أجيال الخمسينيات والستينيات، هذا النوع من رواد الأعمال يظن دائماً أن كل شئ سينهار إذا لم يظهروا في الشركة في يوم من الأيام، أو إذا حصلوا على عطلة.

وهؤلاء هم أكثر عرضة للمشاكل الصحية المتمثلة في إرتفاع ضغط الدم، الجلطات، الأزمات القلبية وغيرها من الأمراض التي تتولد من كثرة ضغوط العمل دون الإستراحة ولو لأيام قليلة.

إذا كنت تريد أن تنمو أعمالك بشكل كبير وتولد ثروة وتحدث تأثيرًا، فلا يمكنك فعل كل شيء بنفسك، عليك أن تجعل عملك أكبر منك حتى لو كان لا يزال ملكًا لك.

ماهو نوع العمل الذي يجعلك حراً؟

يتبع جيل الألفية وكذلك الجيل الأصغر سنًا نهجًا مختلفًا، فهم يقدرون وقتهم وصحتهم قبل كل شيء، بالتأكيد لديهم الدافع للنجاح، ولكنهم بالتأكيد ليسوا مستعدين لقتل أنفسهم من أجل المال.

عندما نفكر في بناء مشروع تجاري، نفكر في بناء شيء لا ينهار إذا أخذنا إجازة لمدة أسبوع أو أسبوعين أو حتى شهر، نريد أن نعود ونكتشف أن أعمالنا تسير على ما يرام.

الحقيقة هي أن رواد الأعمال الأذكياء دائمًا ما يبنون أعمالًا يمكنهم الإبتعاد عنها لأن هذه هي الطريقة الوحيدة للتوسع، هل عرف “روكفيلر” ما كان يجري في كل برج حفر للنفط ذروة ستاندرد أويل؟

هل يذهب صاحب سلسلة مطاعم “ماكدونالدز” إلى كل متجر ويقلي بنفسه كل طلب من البطاطس المقلية؟ ويسأل العملاء ما إذا كانوا سعداء؟ بالطبع لا، لأن لديهم أنظمة وموظفين للقيام بذلك نيابة عنهم.

أنت شخص واحد فقط، لا يمكنك أن تحصل على أكثر من 24 ساعة في اليوم لكي تعمل وتنجح، ما هو حجم شركة تسلا إذا كان كل جزء من العمل يعتمد على العمل الذي قام به إيلون ماسك شخصيًا؟

هل تمتلك عملاً أو لديك شركة؟

يعتقد الكثير من الناس أنهم يمتلكون أعمالًا أو شركات ولكنهم يمتلكون بالفعل وظائف، فكر في الشيف الذي إفتتح مطعمًا ووجد أنه لا يمكن لأحد أن يصنع الحساء تمامًا كما يفعل ما لم يشرف عليه.

وبالمثل فإن المصممة أو الكاتبة أو الحرفي الذي يكون عمله فريدًا جدًا، لا يمكنه تعيين موظفين وإنتاج نفس المستوى من الجودة.

في حين أن مثل هؤلاء لا يوجد رؤساء فوقهم، إلا أنهم أقل حرية من نظرائهم من الموظفين في نواح كثيرة، تخيل لو كان لديك وظيفة ولكن لا يمكنك أن تأخذ إجازة أبدًا، بالتأكيد ستفشل الشركة بأكملها.

العاملون لحسابهم الخاص لا يتمتعون بهذه الرفاهية، إذا غادروا لمدة أسبوع فإنهم يخسرون ما يعادل أسبوع من المال هذا لأنهم يمتلكون في الأساس وظيفة – وظيفة ليس لها وقت إجازة.

كيف تتمتع بالحرية إذا كانت لديك شركة؟

إذا كنت ترغب حقاً بالتغلب على تلك المشكلة فأمامك ثلاث خطوات مجربة يمكنك تطبيقها للوصول إلى مرحلة الحرية العملية، وتتمثل في الآتي:

1- لا تكن نقطة الإتصال الوحيدة

لن تكون حراً أبدًا إذا كنت أنت وحدك القادر على التعامل مع إستفسارات العملاء والتواصل معهم.

في البداية قد يكون الأمر بسيطًا مثل جعل مساعدك الأول يعمل كموظف إستقبال، ويرد على إستفسارات البريد الإلكتروني، قد يكون مترددًا في البداية ويرجع إليك فى كل إستفسار تقريبًا.

ومع ذلك بمرور الوقت، سيصبح أكثر ثقة وسيكون قادرًا على التعامل مع المزيد والمزيد من السيناريوهات بنفسه، حتى لو أخطأ في بعض الأحيان، فإن الوقت الذي يوفره لك سيكون لا يقدر بثمن.

2- لا تكن نقطة الفشل الوحيدة

“لا أحد يفعل ذلك مثلي” “علي أن أفعل ذلك بنفسي” إذا كان هذا ينطبق على أي جزء من عملك، وخاصة المهام التشغيلية منخفضة المستوى، فأنت لم تصل بعد إلى الحرية المطلوبة.

ربما يحتاج العملاء لرؤيتك عند عقد صفقة كبيرة، لكن العملية لا يمكن أن تعتمد عليك بشكل كامل، فبمجرد أن تستعين بمصادر خارجية وتوظيف أناس جدد بدلاً من القيام بالمهام بنفسك يمكن أن يتوسع عملك حقًا.

على سبيل المثال إذا كان فريقك المكون من خمسة موظفين يمكنه خدمة 15 عميل، فإن خدمة 30 عميل ستكون سهلة إذا كان لديك فريق عمل مكون من 10 أفراد، وخدمة 60 عميل ستكون سهلة إذا وصل فريقك إلى 20 فرداً.

ربما لن يقوم أحد بالمهمة مثلك، ولكن حتى لو قاموا بها بنسبة 80٪ أيضًا، فلا يزال هذا توظيفًا رائعًا، يمكنك بناء إمبراطورية بجيش مكون من 80 في المائة.

ومع ذلك هناك بعض الحقائق، قد تتفاجىء عندما تكتشف أنه على الرغم من أنك رائع إلا أنك لست الأفضل في كل شيء وقد ينتهي بك الأمر مع فريق يقوم بذلك بشكل أفضل منك.

3- إختبر عملك عن طريق عزل نفسك

إذا كنت تعتقد أن لديك عملًا يمكنه الوقوف على قدميه دون وجودك الشخصي المستمر، فقد حان الوقت لإختباره، والطريقة الوحيدة لإختباره هي عزل نفسك.

إترك هاتفك وجهاز الكمبيوتر الخاص بك في المنزل وقم بحجز أسبوع في منتجع شاطئي وإجعل نفسك بعيداً، بحيث لا يستطيع أحد الوصول إليك بسهولة.

إبدأ بأسبوع واحد أو بأسبوعين، يمكن لمعظم الشركات الإستمرار من أسبوع إلى أسبوعين بدون لاعب رئيسي، إذا سارت الأمور على ما يرام، جرب ثلاثة أسابيع.

فإذا كان بإمكانك البقاء بعيدًا عن شركتك لمدة ثلاثة أسابيع متواصلة ولم تعد إلى نشاطك التجاري لتجده مليئاً بالمشاكل وشكاوى العملاء، فقد نجحت!

من أجل صحتك وثروتك وعقلك، لا تصبح عبدًا لأعمالك الخاصة أو شركاتك، وبدلاً من ذلك قم ببنائها مع مَخرج أو متنفس تلجأ إليه حينما تكثر عليك الضغوط.


اكتشاف المزيد من تجارة واقتصاد

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى