مال وأعمال

ماهو الذكاء العاطفي؟ وكيف يستخدم في الإدارة؟

الذكاء العاطفي Emotional Intelligence هو مصطلح حديث ظهر في ستينيات القرن الماضي وإشتهر في التسعينيات ليصبح اليوم أحد أهم مهارات الإدارة وتطوير الذات.

إقرأ في هذا المقال
  • تعريف الذكاء العاطفي
  • كيف تطبق مهارة الذكاء العاطفي

الذكاء العاطفي هو القدرة على إدارة العواطف الذاتية والتحكم فيها بشكل صحيح، ليس العواطف الذاتية فحسب بل وعواطف الآخرين، ويمكن إمتلاك تلك المهارة ببساطة عن طريق تطبيق بعض الخطوات التي سيأتي ذكرها.

والتي ستساعدك على إنزال مهارة الذكاء العاطفي في شتى مناحي الحياة، في العمل وفي المنزل وفي الشارع إلى آخره.

وعلى الرغم من أنه أحد العلوم الحديثة، إلا أن له تأثيراً كبيراً في مسألة إدارة الذات وإدارة الآخرين، وهو أحد أهم المهارات النفسية التي تعمل بالفعل على إنجاح العلاقات البشرية.

والتي تساعد أيضاً على تحقيق تطور كبير في إدارة الشركات والمؤسسات.

فما هو الذكاء العاطفي؟ ومن هو مبتكر هذا المصطلح الجديد؟ وماهي العوامل التي يجب أخذها في الإعتبار لإدارة عواطفك وعواطف الآخرين بالشكل الصحيح؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذه المقالة.

– تعريف الذكاء العاطفي

أول من تطرق إلى علم الذكاء العاطفي الذي يرمز له بEI إختصاراً لكلمة Emotional Intelligence وقام بوضعه في إطار بحثي أكاديمي يستحق النظر هما العالمين ‘جون ماير’ و ‘يال بيتر’.

وتم تعريفه كالتالي “الذكاء العاطفي هو القدرة على التحكم في العواطف الخاصة بالشخص ذاته وبغيره من الأشخاص وإدارتها بشكلٍ سليم يساعد في ضبط النفس وتطورها”

ومن فوائد الذكاء العاطفي أنه يمكنك من التعرف على مشاعرك الإيجابية والسلبية وتعزيز الإيجابية منها والتخلص من السلبية بعدة طرق.

ومن فوائده أيضاً التمكن من معرفة مشاعر الآخرين سواءً كانوا موظفين أو أقارب أو أبناء أو أزواج وكيفية تحويل تلك المشاعر من سلبية إلى إيجابية.

وهذا ما يميز المدير الذي يتسم بالإحترافية مقارنة بغيره من المدراء، فالشخص الذي يدير عواطفه وعواطف الآخرين يمكن أن يصنع من النجاحات ما لا يمكن لغيره أن يصنعه.

لأن الإنسان هو عبارة عن مجموعة من المشاعر والعواطف التي تؤدي به إما إلى نتائج سلبية أو نتائج إيجابية بحسب طريقة إدارتها.

ومن الأفضل أن تبدأ بنفسك من ناحية فهم عواطفك وإدارتها بشكل سليم ثم تحاول بعد ذلك إستخدام الذكاء العاطفي مع غيرك.

فإذا لم تتعرف على ما بداخلك أولاً فكيف تستطيع التعرف على ما بداخل الآخرين؟

– كيفية تطبيق مهارة الذكاء العاطفي

هناك عدة عوامل تتلخص في ثلاث خطوات تجعلك تتعرف على مشاعرك وتديرها بشكل سليم، وقد فصلها أحد رواد مجال الذكاء العاطفي ‘دانيل جولمان’ في كتابه الشهير ‘الذكاء العاطفي: لماذا يعد أهم من الذكاء العقلي’ وتتركز أو تتلخص في الخطوات التالية:

١- تعرف على عواطفك

قسم ‘جولمان’ في كتابه السابق ذكره العقل إلى جزئين ‘العقل الذي يفكر’ و ‘العقل الذي يشعر’ وما يهمنا هنا هو العقل الذي يشعر أو المسؤول عن العواطف المختلفة الحزن، الفرح، الغضب، الإرتباك إلى آخره.

ويمكن التعرف على كيفية عمل عقلك المسؤول عن العواطف عن طريق تدوين المشاعر التي تتعرض لها على مدار اليوم وفي مواقف مختلفة في ورقة أو حتى على هاتفك الذكي، ويمكنك تسهيل الأمر على نفسك بطرح بعض الأسئلة مثل هل تغضب عندما ينتقدك الآخرين؟

هل ترتبك حينما تكون في الواجهة؟ هل تشعر بالضيق أو الحزن حينما يتجاهلك الآخرون؟ هل تشعر بخيبة الأمل حينما يتخلى عنك بعض الناس؟ هل تشعر بأنك موهوب لكنك لا تستطيع إنهاء ماتفعل في معظم الأحيان؟

بالإجابة على تلك الأسئلة تكون قد بدأت بالتعرف على عواطفك المختلفة في المواقف المختلفة لتبدأ في الخطوات التي تليها.

٢- ترجم عواطفك

بعد التعرف على العواطف التي تنتابك في المواقف المختلفة، بقي أن تترجم تلك العواطف إلى أفعال، بمعنى أكثر دقة ماهو رد فعلك حينما تنتابك تلك العواطف؟

فمثلاً عندما تشعر بالغضب حينما ينتقدك الآخرون كيف ترد عليهم؟ حينما ترتبك عند تصدر المشهد كيف تتصرف؟ عندما تشعر بالحزن من جراء تجاهلك من قبل الآخرين ماذا تفعل؟

في كل الأحوال لا يجب أن تشعر بالضعف أو قلة الحيلة أو تبدأ بلوم نفسك تجاه تلك المشاعر المختلفة، وبدلاً من ذلك تعلم كيف تدير مشاعرك وتتخلص من السلبي منها أو تحوله من سلبي إلى إيجابي كما سيأتي في الفقرة التالية.

٣- أَدِر عواطفك

بعد التعرف على عواطفك وردود أفعالك المختلفة عندما تنتابك تلك المشاعر، بقي الشئ الأهم وهو كيف تدير تلك المشاعر لكي تغير ردود الأفعال السلبية إلى إيجابية.

فالذكاء العاطفي يتمحور حول التحكم في رد الفعل الناتج عن بعض المشاعر السلبية وتحويلها إلى إيجابية، فعند الغضب هل تستطيع السيطرة على أقوالك وأفعالك وقراراتك؟

وهل تستطيع التحول من حالة الحزن إلى حالة الفرح عن طريق التحفيز النفسي؟ وهل تستطيع الهدوء حينما تكون في حالة إثارة كبيرة؟

على سبيل المثال حينما يحدث ظلم أو إساءة من شخص لآخر، لا يجب عليك المسارعة للحكم على الأمور لمجرد ما رأيت بعينك وبناءً على غضبك، فقط إستمع لجميع الأطراف حتى تستطيع الحكم من وجهة نظر أوسع.

حينما يخطئ أحد الموظفين لديك لا تسارع بالغضب والعقاب قبل معرفة سبب الخطأ، فقد تكون أنت المخطئ في المقام الأول لأنك لم توفر له التدريب الكافي.

وقد يكون هذا الشخص لديه مشكلات شخصية تفقده التركيز في العمل وبمجرد إبداء شئ من التعاطف يتغير هذا الشخص ويتحول من سلبي إلى إيجابي.

بإختصار تحكم في عواطفك ولا تسارع بالحكم أو التصرف بناءً على عواطفك دون تقييم الموقف بشكل كامل، وهذا ما يميز القائد الناجح عن غيره ويضفي عليه مانسميه ‘الحكمة’ في إتخاذ القرارات وردود الأفعال.

وبالتأكيد قد واجهت مديراً يفتقر إلى مهارة الذكاء العاطفي في الإدارة، فهو متعنّت أو لا يعاملك بطريقة مثالية أو على الأقل لا يتفهم دوافعك في معظم الأحيان.

وكنت تتمني وقتها لو أنه يفهم ما بداخلك ليستطيع التعامل معك ومع غيرك بطريقة تجعلك أكثر حباً وإخلاصاً للشركة بالتالي تصبح أكثر إنتاجية، وكل ذلك في النهاية يؤدي إلى تحقيق أهداف الشركة.

ملخص المقالة

الذكاء العاطفي مهارة يمكن تطبيقها على المستوى الشخصي أو المهني أو الإجتماعي حتى بين الزوج والزوجة، وعند إتقانها يمكن تحويل مسار العلاقات إلى أرفع مستوياتها.

ولكي تستطيع تطبيق مهارة الذكاء العاطفي تعرف على مشاعرك أولاً ثم لاحظ رد فعلك عند إثارة تلك المشاعر ثم حاول تغييرها أو إستبدالها بردود أفعال إيجابية تحفز النفس وتدفعها إلى التطور.

وإستمرار العلاقات بين الناس وخصوصاً الأسرة يكون سببه بشكل كبير القدرة على إدارة العواطف وتغليب الإيجابي منها على السلبي قدر الإمكان، وهو ما يمكن أن يطلق عليه بشكل آخر التراحم والتعاطف.

والذكاء العاطفي ليس معقداً بالمرة لكن يحتاج إلى تدريب وملاحظة مستمرة للنفس ولردود الأفعال، ثم الإجتهاد والعمل على التحكم فيها، بعد ذلك يمكنك الإنتقال لتطبيق تلك المهارة مع غيرك في مجالات الحياة المختلفة.

5 تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *