“مصائب قوم عند قوم فوائد” مثل شهير يتجلى بشكل كامل عند الحديث عن مقدار تضخم ثروات كبار رجال الأعمال والمستثمرين الأمريكيين، بفعل جائحة كورونا Covid-19.
وهو ما يمكن أيضاً أن يفسر إصرار الرئيس الأمريكي “جو بايدن” بشكل كبير على فرض ضرائب “عادلة” على أصحاب تلك الثروات الهائلة.
نشرت مجلة فوربس تقريراً إستثنائياً يبين نسبة زيادة ثروات ٦٥٠ ملياردير أمريكي بشكل لا يصدق، حيث بلغت أكثر من تريليون دولار خلال سنة جائحة كورونا فقط!
وذلك في ذروة معاناة العالم إقتصادياً من تبعات الجائحة، التي أدت لفقدان الملايين حول العالم لوظائفهم، بجانب غلق ملايين الشركات (الناشئة خصوصاً) أبوابها بشكل كامل.
فبحسب مجلة فوربس.. قال الرئيس الأمريكى جو بايدن في خطاب له أمام الكونجرس ليلة الأربعاء “فقد عشرين مليون أمريكي وظائفهم في الوباء”.
وقال أيضاً في نفس الخطاب “شهد ما يقرب من ٦٥٠ مليارديرًا أمريكياً زيادة في صافي ثرواتهم بأكثر من تريليون دولار، وتبلغ إجمالي ثرواتهم حالياً أكثر من ٤ تريليون دولار “.
وقد أقر الرئيس بايدن زيادة الضرائب المقترحة على أصحاب الثراء الفاحش، بما في ذلك رفع أعلى معدل لضريبة الدخل، وأعلى معدل ضرائب على أرباح رأس المال على المدى الطويل.
شهدت الأسواق إنتعاشاً على الرغم من مرور أكثر من عام من عمليات الإغلاق وإرتفاع معدلات البطالة، مما أدى إلى زيادة فى الإستثمارات الحكومية الدولية وحسابات الإستثمار الأخرى.
كما إرتفع مؤشر داو جونز Dow Jones الصناعي بنسبة ١٩٪، لكن العديد من المليارديرات الذين غالبًا ما يكون لديهم الكثير من الثروات المقيدة في شركات فردية، أو محافظ إستثمارية في أشياء مثل الأسهم الخاصة يحققون أداءً أفضل بكثير.
يمثل ٢٠ شخصاً فقط من كبار الرابحين أكثر من نصف الزيادة في ثروة جميع المليارديرات الأمريكيين، أما الرابح الأكبر على الإطلاق فكان إيلون ماسك Elon Musk الذي حقق أداءً مذهلاً منذ بداية عام ٢٠٢٠.
حيث إرتفعت القيمة الصافية لأسهم شركاته Tesla و SpaceX بنسبة لا تُصدق بلغت ٥٤٠٪، أي ما يقرب من ٢٧ مليار دولار في أوائل يناير ٢٠٢٠ إلى أكثر من ١٧٠ مليار دولار حتى إبريل ٢٠٢١.
جيف بيزوس Jeff Bezos أغنى شخص في العالم كان أيضًا رابحاً، حيث إرتفعت أسهم شركة Amazon بنسبة ٨٧٪ على مدار الخمسة عشر شهرًا الماضية.
حيث أقبل المتسوقون الذين يخضعون للحجر الصحي إلى التجارة الإلكترونية أثناء الوباء، مما ساعد على زيادة ثروة بيزوس بمقدار ٨٦ مليار دولار منذ يناير ٢٠٢٠.
وتقدر فوربس أن بيزوس هو الشخص الأول في التاريخ الذي تبلغ ثروته أكثر من ٢٠٠ مليار دولار.
من بين الرابحين الكبار الآخرين مؤسسي شركة Google لاري بيج Larry Page و سيرجي برين Sergey Brin، اللذين تبلغ ثروتهما ١٠٢ مليار دولار و ٩٩ مليار دولار على التوالي، مما يجعل كل منهما أكثر ثراءً بما يزيد عن ٤٠ مليار دولار عما كانا عليه قبل الوباء.
بالإضافة إلى الكبار.. إنضم ٤٩٣ وجهًا جديدًا إلى قائمة فوربس للمليارديرات في العالم هذا العام، أي ما يقرب من ملياردير جديد كل ١٧ ساعة بين مارس ٢٠٢٠ ومارس ٢٠٢١.
بما في ذلك الوجوه الشهيرة مثل كيم كارداشيان Kim Kardashian، وصانع الأفلام تايلر بيري Tyler Perry، والرئيس التنفيذي لشركة Apple تيم كوك Tim Cook.
ثم هناك أولئك الذين حققوا ثروة بفضل محاربة فيروس كورونا المستجد Covid-19، بما في ذلك August Troendle، الذي يساعد شركات ومعامل إنشاء الأدوية في إجراء تجارب لعقاقير Covid-19.
بجانب ثلاثة مساهمين أمريكيين في شركة موديرنا Moderna لتطوير لقاح Covid-19 وهم تيموثي سبرينغر Timothy Springer. نوبار أفيان Noubar Afeyan، روبرت لانجر Robert Langer.
لم يكن هذا حال جميع المليارديرات الأمريكيين منذ بدء الجائحة، فقد شهد عمالقة صناعة النفط من أمثال هارولد هام Harold Hamm و جورج كايسر George Kaiser إنخفاضاً لقيمة ثرواتهم في ٢٠٢٠.
كذلك شهد العديد من رواد مجال العقارات نفس الإنخفاض الذي شهده رواد مجال الطاقة، حيث شهدت المتاجر التقليدية ومكاتب الإيجار إنخفاضاً في الطلب منذ الجائحة (نظراً لبقاء الناس في منازلهم لفترات أطول، بما في ذلك إضطرار كثيرين للعمل من المنزل).
وهذا ما أثر بالسلب على ثروات عمالقة العقارات الأمريكيين أمثال جيف ستون Jeff Sutton و جيري سبير Jerry Speyer وبالطبع أيضاً.. دونالد ترامب Donald Trump.
المصدر: فوربس
اكتشاف المزيد من تجارة واقتصاد
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.