- نبذة عن حياة مؤسس واتسآب
- كيف جائت فكرة تطبيق واتساب
- بداية النجاح الباهر لواتساب
- الإستثمارات في واتساب
قبل أن نتعرف على فكرة تطبيق واتساب WhatsApp، ومراحل تطويره ليصبح التطبيق الأول عالميًا للمراسلة، وتقدر قيمته بـ١٩ مليار دولار.
علينا أن نعرف من وراء هذه العبقرية، وننظر في جوانب حياته التي أثرت عليه بالإيجاب، ودفعته بقوة لتحقيق المستحيل وسط الظروف العصيبة التي عاشها.
إنه ليس أمريكياً هذه المرة، ولم ينشئ واتساب من داخل وادي السيليكون أفضل بيئة للأعمال الناشئة حول العالم.
إنه جان كوم! “Jan Koum”
– نبذة عن حياة مؤسس واتسآب
ولد جان كوم بقرية نائية في أوكرانيا لأب وأم من الطبقة الإجتماعية الفقيرة، إقتاتوا على المعونات الحكومية لفترة طويلة.
وُلد لأسرة يهودية عانت بعض المتاعب في دولة لا تزال تحت تأثير الفكر السوفييتي الذي كان لا يعترف بحقوق اليهود بشكل كامل.
ولرغبة الأم في توفير مستقبل أفضل لإبنها فكرت بالإنتقال للعيش في مكان أفضل، في سبيل الحصول على عمل جيد لها، وفرصة تعليم جيدة لجان.
كان الإختيار هو الهجرة إلى الولايات المتحدة عام ١٩٩٢ وبالأخص مدينة Mountain View في ولاية كاليفورنيا، تاركين الأب على أمل أن يلحق بهم.
عملت الأم كجليسة أطفال، وعمل جان كعامل نظافة في متجر بقالة بعد إنتهاء اليوم الدراسي، وظل كذلك حتى السادسة عشرة من عمره.
إعتمد جان على نفسه تماماً منذ الصغر، وظهر شغفه للبرمجة عند الثامنة عشرة.
ولأنه لم يكن يمتلك المال الكافي لدروس التقوية أو الكورسات المدفوعة، إعتمد على الكتب المستعملة وحصل عليها من المكتبات العامة، في سبيل قرائتها وإعادتها مرة أخرى بعد الإنتهاء.
هكذا مرت أيامه، بين العمل والتعلُّم حتى وصل الى المرحلة الجامعية، ليلتحق جان بجامعة ولاية سان خوسيه، لكنه لم يمكث بها حتى التخرج.
ورأى أن دراسته بها لن تفيده بشئ، وقبل قراره بمغادرة الجامعة، كان قد تعرف على رجل أعمال يسمى “برين أكتون” الذي التقى به أثناء عمله كحارس أمن في شركة أدوية.
لقد أحب الإثنان بعضهما ووجدا بينهما شغفًا كبيرًا متشابهًا تمثل في عشقهما لمجال البرمجة وعلوم الحاسب Computer Science.
لم تجري الأمور على ما يرام طيلة الوقت، فقد توفى والد جان، وبعد ثلاثة أعوام توفيت والدته أيضًا بمرض السرطان.
وهنا وجد جان نفسه وحيدًا، لكن صديقه برين لم يتركه أبدًا، وشجعه على إستكمال حياته العملية ليصنع قيمته بين الناس.
تمر الأيام ويبدأ جان وبرين العمل سويًا في شركة ياهو، لكن سرعان ما توقفا عن العمل بها بعد ثمانية أعوام، لعدم توقعهم بمستقبل جيد لها.
قررا بعدها السفر لأمريكا الجنوبية لإنعاش أنفسهم وأذهانهم والتفكير في فكرة جديدة، أو ربما التخطيط لبدء تجارب جديدة.
تقدم جان للعمل في شركة فيسبوك، لكنها لم تقبله حينها، وأعرب عن حزنه عبر حسابه على تويتر، وقال “أنا متحمس لخوض تجربة جديدة ومثيرة”.
وبالفعل سيحقق حلمه، وستقوم شركة فيسبوك بشراء تطبيقة في وقت قريب مقابل مليارات الدولارات.
– كيف جاءت فكرة واتساب لجان كوم؟
حصل جان على هاتف أيفون جديد، وكان App Store حديث الظهور في معدات الآيفون، ولم تكن هناك الكثير من التطبيقات المتوفرة عليه.
عانى جان كثيراً في التواصل مع أصدقاء العمل، لإرتفاع تكلفة إرسال رسالة نصية SMS عبر شبكات الإتصال.
وبسبب فقدان الخصوصية في بلده أوكرانيا قرر جان تصميم تطبيق للمراسلات يحفظ الخصوصية، ويقلل التكلفة ويُسهّل عملية التواصل.
لكن قبل التطوير كانت فكرة التطبيق عبارة عن إشعارات تظهر بجوار الأرقام على الهاتف الجوال.
لتُبيِّن ما إذا كان الشخص متاح أو غير متاح، أو إن كانت بطارية هاتفه توشك على النفاذ.
بدأ جان بالعمل على تطوير التطبيق، ولكنه إحتاج لمطور تطبيقات آيفون لتطوير الواجهة الأمامية للتطبيق، فقدم له برين مهندس روسي كي يساعده.
وبعد إعتماد النسخة الأولى للتطبيق، أرسل جان النسخة التجريبة لأصدقائه، ومن فطنته وذكائه قدم التطبيق لأصدقائه بشكل مجاني مقابل أن يعطوه تقييم مفصل عن تجربة إستخدام التطبيق.
إستغل جان هذه الفرصة لتطوير التطبيق أكثر فأكثر، والتقليل من الأخطاء التي كانت به، ولكن برغم التطورات التي توصل إليها جان والجهد المبذول بها، إلا أن التطبيق لم ينتشر بالصورة التي توقعها.
وظل مقتصرًا على الأصدقاء لفترة كبيرة، ولذلك أُصيب جان بالإحباط الشديد، وأعرب لصديقه برين عن رغبته في التوقف عن تطوير واتساب لفترة ما.
لكن برين قدم لجان الدعم النفسي مرة أخرى للتفكير في طرق جديدة لتطوير التطبيق.
– بداية النجاح الباهر لتطبيق واتساب
عندما قامت أبل بتقديم خاصية دفع الإشعارات Push Notification كميزة جديدة لهواتف آيفون، وبدأ واتساب يرسل إشعارات لجميع الأصدقاء المسجلين عليه عند تغيير حالته.
وكانت هذه هي النسخة الجديدة الثانية لتطبيق واتساب، وبها إرتفع عدد المستخدمين إلى ٢٥٠ ألف مستخدم وكان التسجيل في التطبيق مجاني في ذلك الوقت.
ولكن بزيادة تكاليف الماسح الضوئي، تم فرض مدفوعات مالية على الدخول للتطبيق، ولكنه عاد مجانياً مرة أخرى وبدون إعلانات في الآونة الأخيرة وحتى إنضمامة لشركة فيسبوك.
– الإستثمارات في واتساب
ومع التطور الكبير لتطبيق واتساب، وتهافت المستخدمين عليه تنافس العديد من رجال الأعمال لشراء التطبيق من جان ولكنه رفض هو وشريكه برين.
لإيمانهم بفكرة التطبيق وتحقيق حلمهم بإنشاء أول تطبيق مراسلات سهل الإستخدام ومجاني، سيحقق إيرادات خيالية في المستقبل.
كان أول إستثمار في شركة واتساب عندما عرض جان على صديقه برين مشاركته في إدارة شركة واتساب، وقام برين بإقناع أصدقائه في شركة ياهو بإستثمار مبلغ ٢٥٠ ألف دولار في التطبيق.
وذلك بعد إطلاق النسخة الثانية الناجحة للتطبيق، وإنتشاره بشكل أفضل.
وفي أبريل عام ٢٠١١ إتفق الشريكين على إزالة الإعلانات من التطبيق تمامًا، وقبلا بإستثمار قيمته ٨ ملايين دولار.
وفي نهاية ٢٠١١ كان تطبيق واتسآب هو أول تطبيق مراسلة في العالم بعدد تحميل من جوجل بلاي يزيد عن ١٠ ملايين مرة تحميل.
في عام ٢٠١٨ تم إطلاق واتسآب بيزنس بإلحاح من رواد الأعمال الصغار، وهذه النسخة مخصصة لمساعدتهم في الأعمال التجارية.
وتعد تجربة ناجحة جدًا بشهادة رجال الأعمال الذين قالوا أن واتس آب بيزنس ساعدهم في إنجاز أعمالهم، وتجاوز مشاريعهم في المجتمعات المستهدفة بشكل أسرع من ذي قبل.
في عام ٢٠١٣ حصل واتساب على إستثمار آخر بقيمة تبلغ ٥٠ مليون دولار، إلى أن دخل عام ٢٠١٤ وإستحوذت شركة فيسبوك على واتسآب بقيمة ١٩ مليار دولار.
وإنتقل موظفي شركة واتسآب الذي بلغ عددهم حينها ٥٥ موظفًا للعمل في فيسبوك، وحصل كل موظف على مكافأة تصل إلى ٤ ملايين دولار.
لم يتوقف واتسآب عن تقديم تحديثات مفيدة لمستخدميه، فلم يقتصر على الرسائل النصية فقط، بل وفر إمكانية إرسال التحدث بالتسجيلات الصوتية، وإجراء مكالمات بالصوت والصورة.
– الخلاصة
ربما لن يحالفك الحظ ويأتي النجاح من المرة الأولى، ولكن السعي والتخطيط الجيد والإستفادة من الأخطاء، هما دليلك لتحقيق حلمك.
وهذا ما نراه واضحًا في قصة نجاح جان كوم مؤسس شركة واتسآب، الذي أوصل واتساب ليكون أكبر وأفضل وأغلى تطبيق مراسلة في التاريخ.
وهناك يومياً ما يزيد عن ٥٠ مليار رسالة يتم تداولها بواسطة مستخدمي واتساب الذين يصل عددهم إلى ٤١٥ مليون مستخدم نشط شهرياً.
وهذا يفوق بكثير عدد المستخدمين النشطين لأي خدمة أو تطبيق حول العالم، أكثر حتى من فيسبوك، وتويتر، وجيميل، وسكايب، وسناب شات!
لا تتعجل النجاح وكن مثل جان الذي رفض بيع شركة واتسآب في بدايتها، يقينًا منه بتحقيق نجاحات عظمى ستأتي مع التطور المستمر والعمل الجاد.
وربما يمكنك إبتكار منتج أو خدمة لا تضطر لإنفاق المال في تسويقها، تماما كما حدث مع مؤسس واتساب الذي قال عنه شريكه المؤسس “كان يكره كلمة تسويق أو ترويج“.
نعم هذا يحدث للكثير من الشركات والأعمال وليس بمستحيل، فالمنتج المُتقَن ينتشر بشكل أكبر وأسرع من خلال ترشيح المستخدمين والعملاء!
اكتشاف المزيد من تجارة واقتصاد
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.