مال وأعمال

شركة Space X من الإفلاس إلى قيمة سوقية تخطت الـ١٠٠ مليار دولار

تعرف على بداية شركة الفضاء سبيس إكس، التحديات التي واجهتها لتصل لحد الإفلاس، وكيف إستطاع إيلون ماسك إنقاذها.

إقرأ في هذا المقال
  • لماذا فكر إيلون ماسك في المريخ ولم يفكر في القمر؟
  • تأسيس (Space X) وصناعة أول صاروخ
  • إيلون ماسك من الإفلاس إلي المجد
  • إطلاق إنترنت الفضاء ستارلينك Starlink

إذا كنت شاباً في الـ٣١ من العمر ولديك ١٨٠ مليون دولار ماذا كنت لتفعل؟ تشتري سيارة؟ أو قصر أو حتى جزيرة؟ وماذا عن الإستثمار بالتأكيد ستفكر في العقارات!!

هذا لم يكن رأي العبقري المجنون (إيلون ماسك)، فعندما إستحوذت شركة eBay على PayPal كانت حصة ماسك ١٨٠ مليون دولار.

تعرف على بداية إيلون ماسك في عالم الأعمال من المقالة التالية:

رحلة إلى كوكب المريخ؟ مؤسس سيارات تسلا يأخذك إلى هناك!

مبلغ ضخم بالنسبة لشاب في هذا العمر، لكن شاب مثل إيلون ماسك لم يكن شاباً عادياً، فقد فكر في المريخ ولم يفكر في الأرض.

كان ماسك يفكر في إجراء تجارب علمية في المريخ مثل إستصلاح المريخ وتحويلة إلى كوكب صالح للعيش فيه.

– لماذا فكر إيلون ماسك في المريخ ولم يفكر في القمر؟

عندما سُئل هذا السؤال أجاب ببساطة شديدة: قد يكون القمر ملئ بالبلاتين والذهب والهيليوم ولكنني سأتركه لكم، سأذهب إلى المريخ لأزرع نباتاتي وأشاهدها تنمو عبر الأقمار الإصطناعية.

فكانت هذه بداية واحة المريخ، لإعمار هذا الكوكب الأحمر، هذا الإبداع يحتاج إلى خطة عمل متقنة، وهكذا جذب الإنتباه إلى الفضاء مرة أخرى بعد حوالي أكثر من ثلاثين عاماً منذ هبط أرمسترونج على سطح القمر.

فكان الصراع في الماضي بين دول العالم الكبرى على من سيصعد القمر أولاً، وإنتهى هذا الصراع بصعود أمريكا للقمر أولاً.

– تأسيس (Space X) وصناعة أول صاروخ

عام ٢٠٠١ سافر إيلون ماسك إلى روسيا مع بعض أعضاء فريقه لشراء ثلاثة صواريخ باليستية قديمة، وإعادة تدويرها وإستخدامها، فما كان من الروس إلا السخرية والإستهزاء بالمليونير الأمريكي الشاب.

أرادوا إستغلاله، فعرضوا عليه شرائها مقابل ٩ ملايين دولار للصاروخ الواحد، فعاد ماسك خالي اليدين من روسيا.

وأثناء عودته إلى أمريكا فكر ماسك لماذا لا يصنع الصاروخ بنفسه؟؟

بدأ بحساب كلفة الصاروخ أثناء عودته في الطائرة، فوجد أنه سيوفر ٩٧٪؜ من ثمن الصاروخ، أي أن كلفة الصاروخ الحقيقي هي ٣٪؜ فقط، وفي ٢٠٠٢ كانت أول إنطلاقة لشركة (Space X).

– إطلاق صاروخ (فالكون ١) (Falcon-1)

كان أول زبون فعلي لإيلون ماسك هو “وزارة الدفاع الأمريكية” التي كانت تخطط لإطلاق القمر الإصطناعي الخاص بها، والذي كان من المقرر أطلاقه عام ٢٠٠٤.

إلا أنه في مرحلة الإطلاق التجريبة (Pre-Launch) لم تفتح إحدى صمامات الصاروخ، فتأخر الإطلاق لعام آخر إلى ٢٠٠٥.

تم إصلاح المشكلة، وحان دور محاولة الإطلاق الفعلية الأولى.. إنطلق الصاروخ (Falcon-1) وبعد بضع ثوانٍ من إطلاقه إنحرف عن مساره وسقط وإرتطتم بالأرض، وعلي متنه القمر الإصطناعي الخاص بوزارة الدفاع.

لحظة إطلاق صاروخ فالكون ١

في ٢٠٠٧ كانت المحاولة الثالثة ولكن هذة المرة كان (فالكون ١) يحمل أربعة أقمار إصطناعية، وبعد إطلاقه وإنفصال المرحلة الأولى والثانية حدثت إهتزازات عنيفة في الصاروخ فسحب الهواء بدلًا من الوقود، وإنفجر.

فهذه أول ثلاث محاولات منذ تأسيس شركة سبيس إكس بائت جميعها بالفشل، وحققت خسائر فادحة للشركة.

– إيلون ماسك من الإفلاس إلي المجد

في الفترة مابين عامي ٢٠٠٧ و ٢٠٠٨ كان إيلون ماسك يمر بأصعب فترات حياته العملية، وكانت شركة سبيس إكس بحاجة لمصروفات تقارب الـ١٠٠ ألف دولار يومياً.

أوشك المال علي النفاذ تماماً، فقام إيلون ماسك ببيع بعض أسهمه وأخذ بعض القروض البنكية، وها هو ذا بعد ٣ محاولات فاشلة وفي ٢٨ سبتمبر ٢٠٠٨، نجحت (Space X) بإطلاق أول صاروخ يعمل بالوقود السائل التابع لشركة خاصة.

“١٪؜ فقط من الناس يستمرون في المحاولة بعد الفشل”

إيلون ماسك

حدث كل ذلك لأن إيلون ماسك كان لديه هدف واضح عمل عليه بجد، وهو “صنع صواريخ أرخص وذات جودة عالية ويمكن إعادة إستخدامها”.

في السابق كانت كلفة إرسال كيلو جرام واحد إلى الفضاء هو ٥٤ ألف دولار، والآن خفض إيلون ماسك هذه الكلفة إلى (١١٠٠ دولار/كجم) أي أنه خفض الكلفة الي ٢٪؜ مقارنة بالكلفة السابقة.

وهو ما دفع وكالة ناسا لتمويله لاحقاً بمبلغ ٣٠٠ مليون دولار في ٢٠٠٥، وقامت وكالة ناسا بإرسال رائدي فضاء تابعين لها بكلفة ١٠٠ ألف دولار فقط علي متن صاروخ (فالكون ٩) .

– إطلاق صاروخ (فالكون ٩) (Falcon-9)

أعلنت شركة (Space X) في سبتمبر من عام ٢٠٠٥ عن تطوير صاروخ حامل أقوى من (فالكون ٥) ويمكن إعادة إستخدام المرحلة الأولى منه، وأسمته (فالكون ٩).

وكان من المخطط تطوير (فالكون ٥) إلا أن الأمر إستقر على تطوير فالكون ٩ الأقوى. الذي يحتوي علي ٩ محركات صاروخية يمكنها العمل بسلام، وتكون تحت السيطرة حتى لو تعطل أحد المحركات.

وفي يونيو ٢٠١٠ نجحت المرحلة الأولى لإطلاق (فالكون ٩) من قاعدة كيب كانافيرال بنجاح.

فقد وصلت إلى المدار المختار حول الأرض وتم إنفصال المرحلة الأولى. وتبلغ حمولة النوع الأول من (فالكون ٩) نحو ١٠ طن بالنسبة لمدار أرضي منخفض.

أطلقت شركة (Space X) في ديسمبر ٢٠١٥ الصاروخ (فالكون ٩) مرة أخرى من كيب كانافيرال ليحمل ١١ قمرًا صناعيًا للفضاء الخارجي.

وبعد قرابة الـ١٠ دقائق من إطلاقه إنفصلت المرحلة الأولى من الصاروخ عن المرحلة الثانية، وعاودت الهبوط في قاعدة كيب كانافيرال بسلام.

لحظة عودة المرحلة الأولى لصواريخ فالكون ٩ إلى قواعدها

وبذلك حققت الشركة إنجازًا، حيث إستعادت المرحلة الأولى للصاروخ التي عادت بسلام إلى القاعدة لأول مرة في التاريخ؛ وهو إنجاز جديد من نوعه.

وبتلك الطريقة يمكن إعادة إستخدام الصواريخ عدة مرات في رحلات الفضاء، مما سيؤدي بدوره إلى تخفيض تكلفة الرحلات إلى الفضاء.

ويُعد هذا الإنجاز أحد أكبر الإنجازات العلمية لعام ٢٠١٥. فتلك التقنية الجديدة سوف توفر أموالاً يمكن إستغلالها في تجارب أخرى.

جاء هذا الاطلاق الناجح لصاروخ (فالكون ٩)  بعد ١٩ محاولة إطلاق، وقد بلغت تكلفة صنع الصاروخ ١٦ مليون دولار وتكلفة تزويده بالوقود بلغت ٢٠٠ ألف دولار أمريكي.

– إطلاق إنترنت الفضاء ستارلينك (Starlink)

الصفحة الرئيسية لموقع ستارلينك (رابط التسجيل في الخدمة في نهاية المقالة)

جميع صناع المحتوي ومستخدمي الإنترنت لهم حلم بسيط! إنترنت سريع مستقر بدون تقطيع. ولأن إيلون ماسك يهتم بما يريده المستخدم، خرج لنا بتصورات عن مشروعه الذي هو عبارة عن شبكة من أقمار الإتصالات الإصطناعية.

مع القدرة على دعم نطاق كافٍ لإستيعاب ٥٠٪؜ من شبكة ربط الإتصالات، وما يصل إلى ١٠٪؜ من حركة الإنترنت المحلية في الولايات المتحدة، بكلفه مبدئية تقدر بنحو ١٠ مليار دولار.

على أن تبدأ العمل في المدن ذات الكثافة السكانية العالية. قال إيلون ماسك إن هناك طلبًا كبيرًا لم يُلبى لقدرات عرض النطاق العالمية منخفضة التكلفة.

وفي يناير ٢٠١٦، كشفت الشركة عن خطط لإطلاق قمرين إصطناعيين أوليين، وإطلاق كوكبة الأقمار الإصطناعية الأولية إلى المدار وتشغيلها بحلول عام ٢٠٢٠ تقريبًا.

وبحلول أكتوبر ٢٠١٦ طورت سبيس إكس الأقمار الإصطناعية الأولية التي كانوا يتطلعون لإطلاقها وإختبارها عام ٢٠١٧، لكن قسم الأقمار الصناعية كان يركز على الخروج بتصميم منخفض التكلفة بما يكفي لمعدات الإستقبال الخاصة بالمستخدم.

ليتمكن المستخدم من إستعمال النظام مقابل عملية تركيب تكلف ٢٠٠ دولار أمريكي تقريبًا.

في نوفمبر ٢٠١٦ قدمت شركة سبيس إكس طلبًا إلى هيئة الإتصالات الفيدرالية لإطلاق نظام من الأقمار الإصطناعية في مدار غير ثابت، لتقديم الخدمة الثابتة للأقمار الإصطناعية بإستخدام نطاقي التردد (KU-band) و (KA-band).

وقد نجحت شركة سبيس إكس في اطلاق ٢٤٢ قمرًا إصطناعيًا حتي يناير ٢٠٢٠، ومازالت الشركة تعمل على إرسال الأقمار إلى أن تغطي نصف الكرة الأرضية بالإنترنت الفائق السرعة.

ويمكن حالياً لجميع مستخدمي الإنترنت حول العالم التسجيل في هذه الخدمة للتمتع بها فور وصولها للمنطقة أو الدولة التي يقطنها عبر موقع Starlink.

– ملخص المقالة

إيلون ماسك العبقري المجنون أنفق كل ما يملك من المال الذي حصل عليه في صفقة بيع باي بال لإنشاء وتطوير شركة سبيس إكس، وبائت محاولاته الأولى بالفشل.

تعرض للإفلاس بسبب تكلفة تشغيل الشركة اليومية مع عدم وجود مبيعات أو أرباح بعد، لكنه باع بعض أسهمه وعاد ليطور منظومة الصواريخ.

ليكتب لها النجاح، وتصنع شركة سبيس إكس لأول مرة في التاريخ صواريخ يمكن إعادة إستخدامها.

ثم يطلق إيلون ماسك خدمة الإنترنت الفضائي، التي ستعمل على حل مشاكل الإنترنت حول العالم.

وسيظل هذا الرجل العجيب “إيلون ماسك” يفاجئ الجميع بمشاريعه العملاقة والغير تقليدية في عالم الأعمال والتقنية، فهو رجل لا يعرف اليأس ولا يتوقف عن الإبداع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *