الإستثمار ببساطة هو القيام بشراء سهم شركة أو أصل ما بغرض الإحتفاظ به لفترة طويلة بهدف زيادة قيمته تدريجياً خلال تلك الفترة.
بينما يمكن إعتبار المضاربة أنها معاملة قائمة على المخاطرة حيث يكون الغرض الوحيد هو تحقيق ربح من تلك الصفقة التي عادة ما تكون قصيرة الأجل وغالبًا ما تكون معاملة واحدة.
عادة يتم إستخدام هذين المصطلحين بشكل مترادف نظراً لبعض الخصائص الشائعة بينهم، لكن هذا لا يمنع أن كلا هذين المصطلحين لديه أشياء خاصة به تميزه عن غيره.
تنتشر الإستثمارات على مدار فترة زمنية طويلة يكون التركيز فيها منصباً على الحصول على الأمان وعوائد مستقرة.. في حين أن المضاربة ترتبط بالإستثمارات التى تقل مدتها عن عام واحد.
ففي المضاربة، الهدف هو تحقيق عوائد سريعة مما يعنى أنه قد يؤدي إلى التقليل من عامل الأمان. فكما ذكرنا سابقاً المضاربة مليئة بالمخاطرة ولكن فى المقابل قد يكون ربحها سريع وكبير!
هذا هو التفسير البسيط لكلٍ من الإستثمار والمضاربة! لذا دعنا نتوغل أكثر فى كلٍ منهما.
أولاً: الإستثمار في البورصة
ينطوي الإستثمار على تخصيص أموال لشراء سهم أو أصل لا يتم إستهلاكه في الوقت الحالي ولكن على أمل أن يولد دخلاً ثابتًا أو أن يرتفع سعر هذا الأصل أو السهم في المستقبل.
يستخدم مصطلح “الإستثمار” على نطاق واسع للغاية لأن له تأثير على كل فرد في الحياة يرغب في تأسيس مستقبله المالي.
يمكن إستخدام مصطلح “الإستثمار” لتحديد أي آلية يمكن أن تحقق عوائد في المستقبل.
من المنظور المالي، يتضمن الإستثمار شراء الأسهم، العقارات، الذهب أو صناديق الإستثمار المشتركة.
على سبيل المثال يمكن أن يشتري المرء حصة من الشركة “أ” المدرجة في البورصة مقابل ٤ دولارات في السوق الحالية على أمل أنه بعد ٥ سنوات مثلاً ستكون قيمة هذه الحصة ٨ دولارات أو أكثر.
لذلك إذا قرر المستثمر البيع فى هذا الوقت، فسيكون قد حقق بعض المكاسب مقارنة بالسعر الذى دفعه عند شرائه لهذه الحصة.
يشار أيضاً إلى إنتاج السلع المستخدمة (كمدخلات) لزيادة إنتاج السلع الأخرى بإسم الإستثمار.
كما أن مصطلح الإستثمار لا يقتصر بالضرورة على عالم التمويل فقط، حيث أنه يمكن تمديده ليشمل الحياة الشخصية أيضاً.
على سبيل المثال، قد يكون تعلم لغة إضافية إستثماراً مثمراً إذا حصل الشخص الذى تعلم هذه اللغة على فرصة عمل جيدة تتطلب معرفة هذه اللغة.
ويمكن أيضاً تشجيع النمو الإقتصادي بمساعدة الإستثمارات السليمة والمحسوبة التي تنطوي على قرارات تجارية صحيحة.
فعندما تنشئ أو تشترى شركة من الشركات معدات جديدة تمامًا لتحسين إجمالي الإنتاج داخل المنشأة الخاصة بها، فإن هذا يؤدي أيضاً إلى إرتفاع الناتج المحلي الإجمالي للبلد.
لذا يمكنك رؤية فوائد الإستثمار حقاً فى جميع نواحى الحياة.
يوجد نوعان من الإستثمار، الإستثمار التقليدي والإستثمار البديل. وبعض الحالات الشائعة للإستثمار التقليدى هي:
١- الأسهم.
٢- السندات.
٣- الودائع الثابتة.
٤- صناديق الإدخار.
٥- الذهب والمجوهرات.
بعض الحالات الشائعة للإستثمار البديل هي:
١- العقارات.
٢- إستثمارات الأسهم الخاصة.
٣- المقتنيات العتيقة.
٤- اللوحات الثمينة.
٥- إستثمارات صناديق التحوط.
الإستثمار هو واحد من أهم جوانب التخطيط المالي والذى يهدف إلى ضمان أن الأموال المكتسبة يتم إستغلالها بشكل صحيح.
ولكى يكون إستثمارك ناجحاً، يجب على سعر إستثمارك اليوم ألا يكون لديه نفس القيمة لمدة ٥ سنوات، بإستثناء القيمة الجوهرية، فنحن نتحدث هنا من منظور مالى بحت.
بمعنى إذا كان لديك إستثمار بقيمة ٥٠ دولار اليوم، فيجب على هذا الإستثمار أن يكون ذا قيمة أعلى من ذلك بكثير بعد حوالي خمس سنوات من الآن.
لذلك لن يكون توفير المال أو إيداعه فى حساب بنكى وتركه هناك كافياً لتحقيق الأهداف المالية المستقبلية التى تحلم بها.
إليك الأن بعض الأسباب الأكثر أهمية التى تجعلك ترغب فى إستثمار أموالك عوضاً عن وضعها فى البنك:
١- يضمن إستثمار الأموال فى مختلف الأشياء (كالأسهم، العقارات وغيرها) نمو هذه الأموال على المدى الطويل. وهذا أفضل بمراحل من بقاء هذه الأموال في حساب بنكى بعوائد قليلة جداً.
ستساعد العائدات القادمة من تلك الإستثمارات حتماً على العناية بحالات الطوارئ المفاجئة مثل النفقات الطبية وما إلى ذلك.
٢- بالنسبة للإستثمارات الشخصية، يمكن تأمين مستقبل الأسرة بأكملها مثل نفقات التعليم والزواج للأطفال من الإستثمارات وحدها.
٣- يعتبر التقليل من الضرائب ميزة إضافية من الحكومات في جميع أنحاء العالم العربى التى تقدم مزايا للأفراد والشركات لإجراء إستثمارات خاصة إذا كانت مرتبطة بمؤسسات تدعمها الحكومة.
٤- يمكن التغلب على التضخم إذا قمت بإستثمار أموالك. حيث أن التضخم سيستمر في الإزدياد وقد لا تكون فوائد المال القادم من حساب البنك كافية لتغطية الخسائر الناتجة عن هذا التضخم. بينما إن كنت تمتلك إستثمارات مثلاً، كإستثمارات في الذهب أو ماشابه، فلا يهم إن حدث تضخم فى العملة أو لم يحدث. حيث أن الذهب سيظل محتفظاً بقيمته، بل إنه يزداد وستزداد قيمة فى المستقبل.
٥- إنها طريقة جذابة لكسب دخل ثابت من إستثماراتك. على سبيل المثال الإيجار المكتسب من الإستثمار العقاري أو الأسهم التي تم شراؤها.
ثانياً: المضاربة في البورصة
لا تحتوي المضاربة على تعريف دقيق، ولكنها – على سبيل المثال لا الحصر – تتضمن شراء أصل لتحقيق أرباح من التغيير فى السعر الذى سيحصل لهذا الأصل وبيعه حينما يرتفع سعره.
لذا ستجد أن المضاربون يقومون بشراء الأصول القابلة للبيع السريع والتي ليس لها عمر طويل.
مرتبط: ما يجب عليك معرفته قبل الإستثمار في البورصة
فى أغلب الأحيان، تحتوى المضاربة على مستوى عالٍ نسبياً من المخاطرة وعدم اليقين في العائدات التى سيحصل عليها المضارب من إستثماره.
لكن عادة ما يكون المضاربين مدربين جيداً بشكل عام ويتصرفون (من حيث البيع والشراء) عندما تكون الإحتمالات عالية في مصلحتهم.
إن المضاربين فخورون جداً بآرائهم ويقومون بوضع رهانات عالية على هذا الرأى.
فمثلاً يمكن للمضاربين الحصول على مبلغ كبير إذا توقعوا أن شيئاً ما سيحدث فى سوق الأسهم عكس المشهد الذى يحدث الأن.
على سبيل المثال إذا كانت سوق الأسهم تمر بمرحلة صعودية وكان السيناريو متفائلًا والجميع سعداء، فإن فرص السقوط ستكون أقل نسبياً (وهذا منطقى)، ولكن المضاربين يمكنهم توقع حدوث مرحلة هبوطية قريباً ويقومون بوضع رهاناتهم بناء على هذا التوقع.
وإذا حدثت مرحلة هبوطية بالفعل، فإن المضاربين يحصلون على هامش ربح كبير حقًا لأنهم توقعوا بالفعل ما لم يتوقعه غيرهم عندما كانت الرهانات ضد رأيهم.
ولكن إذا لم يحدث ما توقعوه، فإنهم سيخسرون مالاً كثيراً، وحينها لن ينفع البكاء ولا النحيب على ما ضاع وإنتهى.
قد يعتبر كثيرون أن المضاربين مقامرين خطرين رغم أنهم يوفرون السيولة المطلوبة بشدة في سوق الأسهم والتي تعتبر ضرورية لعمل هذا السوق بكفاءة.
فمثلاً، في بعض القطاعات مثل السلع الغذائية، يوفر المضاربون سيولة كبيرة، وهذا ضرورى مع الوضع فى الإعتبار أن المشاركون الوحيدون فى هذا السوق هم شركات الأغذية والمزارعين الذين قد تكون لديهم قدرة محدودة على الإستثمار وتحمل المخاطر.
لذا فى خلاصة القول، يمكن أن نقول أن كل الاستثمارات عبارة عن مضاربات، لكن كل المضاربات ليست بالضرورة إستثمارات.
الهدف من كليهما هو كسب الأرباح، فقط الطريقة فى كلٍ منهما مختلفة عن الأخرى.
لا يوجد شيء صحيح أو غير صحيح في النهج الذى يتبعه المستثمرون والمضاربون، فكل هذا يعتمد على هدف الفرد (إن كان طويل الأمد أو قصير الأمد) وكم المخاطر التي هو على إستعداد أن يتحملها.
فالقرار بيدك أنت! فماذا ستختار!؟
اكتشاف المزيد من تجارة واقتصاد
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.