لماذا ارتفع سهم مايكروسوفت بشكل كبير مؤخراً؟ وماهي توقعات المستثمرين حول مستقبل الشركة؟

مايكروسوفت، واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، تصدرت عناوين الصحف مؤخرًا بأداء أسهمها. فخلال الأشهر القليلة الماضية، شهد السهم ارتفاعًا ثابتًا، حيث وصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 332 دولارًا للسهم في الأسبوع الماضي فقط.

ترك هذا الإرتفاع المستثمرين ومحللي السوق على حد سواء يتساءلون عما يخبئه المستقبل لهذا العملاق التكنولوجي.

أما أحد الأسباب الرئيسية لنجاح Microsoft مؤخرًا في سوق الأوراق المالية هو أداءها المالي القوي، فقد أبلغت الشركة عن أرباح قوية باستمرار على مدار الأرباع القليلة الماضية، بل إنها تجاوزت توقعات المحللين في بعض الحالات.

كان الدافع وراء ذلك هو أعمال الحوسبة السحابية Cloud Computing، التي شهدت نموًا كبيرًا وأصبحت مصدرًا رئيسيًا لإيرادات الشركة.

بالإضافة إلى الأداء المالي، قامت Microsoft أيضًا بعمليات استحواذ استراتيجية ساعدت في تعزيز سعر سهمها. على سبيل المثال، يُنظر إلى استحواذ الشركة على LinkedIn في عام 2016 على أنه مكسب كبير لشركة Microsoft، حيث ساعد في تعزيز مكانتها في سوق برمجيات الأعمال.

وفي الآونة الأخيرة، أعلنت الشركة عن استحواذها على شركة Nuance Communications، الشركة الرائدة في مجال تقنية التعرف على الكلام.

ومن المتوقع بشكل كبير أن تعزز هذه الخطوة خدمات الرعاية الصحية التي تقدمها Microsoft، والتي يمكن أن تكون مجال نمو رئيسي للشركة في المستقبل.

لكن على الرغم من هذه التطورات الإيجابية إلا أن هناك بعض المخاوف بشأن مستقبل مايكروسوفت. أولاً، تواجه الشركة منافسة متزايدة في أسواقها الأساسية من شركات كبرى مثل أمازون وجوجل وآبل.

بالإضافة إلى ذلك، هناك حالة من عدم اليقين تحيط بالحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، والتي يمكن أن يكون لها آثار سلبية أوسع على صناعة التكنولوجيا ككل.

بشكل عام، وفي حين أن نجاح Microsoft الأخير ملحوظ بالتأكيد، إلا أن هناك قوى وعوامل إيجابية وسلبية ستلعب دورًا كبيراً في مستقبل الشركة.

وقد بات من المؤكد أن المستثمرين ومحللي الأسواق المالية سيراقبون عن كثب الأداء المالي للشركة والتحركات الإستراتيجية في الأشهر والسنوات القادمة كمحاولة لاستنتاج مدى قدرة الشركة على مواصلة النمو.