تجارة إلكترونية

عبارة “صنع في الصين” هل تعني بالضرورة تدني الجودة؟

الصين تصنع كل شئ، لكن هل كل شئ تصنعه الصين يكون ردئ ورخيص؟ ولماذا لا نرى في بلادنا إلا المنتجات الصينية الرديئة؟

أصبح من النادر أن نرى في أسواقنا منتجاً ليس عليه عبارة “صنع في الصين” “Made In China” فالصين اليوم (دون مبالغة) تصنع كل مايحتاجه الجنس البشري من منتجات.

لكن أول ما يخطر ببال الكثيرين عند رؤية تلك العبارة هو “مادام صينياً اذا هو منتج ردئ”، وفي الحقيقة هذا خطأ في تقدير المنتجات الصينية وسياسة الصين في الصناعة والتجارة.

في هذه المقالة ‘عبارة “صنع في الصين” هل تعني بالضرورة تدني الجودة’ نجيب عن التساؤل الذي يراود الكثير منا عن مدي جودة المنتجات الصينية، ولماذا لا نرى في الغالب في أسواقنا إلا الردئ من المنتجات الصينية.

وكيف يعرف المتسوق أو المشتري إن كانت السلعة عالية أم منخفضة الجودة، وإذا ما كانت السلعة أصلية أم مقلدة، وما لا يجب فعله مع البائع الصيني لضمان جودة المنتج.

– ماهو ترتيب الصين بين كبري الدول الصناعية

الواقع الذي تشير إليه جميع إحصائيات الصناعة والتجارة الدولية يضع الصين اليوم في المرتبة الأولي بين الدول الصناعية الكبري في العالم وهي المنافس الأول الذي يؤرق كبرى الدول الصناعية مثل الولايات المتحدة وألمانيا والهند وغيرها.

مرتبط: السبب الحقيقي وراء نجاح الشركات والمواقع الصينية

كذلك من حيث حجم الصادرات فهي الدولة الأولى عالمياً بلا منازع، وذلك يرجع إلي ثورة صناعية قرر قادة الصين منذ سنوات طويلة أن يلتحقوا بها بركب الدول الصناعية الكبرى، وقد كان كذلك.

فالصين تصنع اليوم كل ما يخطر ببالنا من منتجات كما يقال ‘من الإبرة للصاروخ’ ومن مميزات الصين أنها تصنع لك ما تريد علي حسب ما تمتلك من أموال وهذا هو بيت القصيد في مسألة الجودة، كما يقال ‘على قدر ما تدفع’ أي نعطيك الجودة بقدر ما ستدفع من مال.

– لماذا نري غالبا الردئ من المنتجات الصينية

كيف تولدت لدينا ثقافة أن المنتج الصيني ردئ؟ إذا نظرنا إلى الأمر من زاوية مختلفة نجد أن السبب يعود إلي سلوك المستهلك ولا يعود إلى من يصنع المنتجات، فالصين تصنع جميع المنتجات بأي جودة يطلبها المشتري أو المستورد.

والصين لم تكتسح الأسواق إلا حينما عملت بهذا الشكل الذي هو ببساطة تلبية متطلبات الأسواق العالمية بمختلف طبائع المستهلكين وبغض النظر عن إقتصاد الدولة المستوردة.

وبما أن إقتصادات غالبية الدول العربية والأفريقية منهكة بعض الشئ نجد أنفسنا أمام مستهلك يبحث عن أرخص المنتجات بغض النظر عن جودتها.

بالتالي يقوم المستورد كذلك باستيراد المنتجات التي تناسب تلك الأسواق، وإن لم يعمل المستورد بهذا الشكل لعادت عليه تجارته بالخسارة.

فالخلاصة أن سبب وجود المنتجات الرديئة راجع إلى القدرة الشرائية لمعظم المستهلكين وما يبحثون عنه في المقام الأول، وإلا فالصين تقوم كذلك بصناعة أرقى المنتجات وتصدرها إلى الدول الغربية والأوروبية.

– المنتجات الصينية بين الجودة العالية والجودة الرديئة

قد يستغرب البعض حينما يعلم أن معظم إن لم تكن جميع الشركات العالمية في مجالات متعددة من تكنولوجيا وأزياء ووسائل نقل وهلم جراً تصنع منتجاتها في الصين.

فشركات في مجال الإلكترونيات مثل سامسونج، أبل، انتل، نوكيا، كينجستون، إتش بي، كومباك، توشيبا، إنفيديا، جيجابايت وغيرها تقوم بصناعة منتجاتها في الصين.

وقلما نجد شركة عالمية معروفة لا تصنع منتجاتها في الصين، بالتالي نستنتج من ذلك الأمر ببساطة أن الصين تصنع المنتج الردئ وتصنع على الجانب الآخر المنتج عالي الجودة.

فإذا كنا نبحث عن منتج صيني الصنع بجودة عالية فهذا متاح، وإذا كنا نبحث عن منتج صيني رخيص وبالطبع سيكون متدني الجودة فهذا أيضاً متاح.

– كيفية معرفة مدي جودة المنتج الصيني

لمعرفة جودة المنتج الصيني يتم النظر ببساطة إلى سعر المنتج فكلما إنخفض السعر إنخفضت الجودة تباعاً، فمثلاً حينما سألنا شخصاً يسكن في بريطانيا منذ عدة سنوات عن جودة المنتجات الصينية أجاب بما مفاده أنه يمتلك منتجات صينية ‘رخيصة’ لكنها متدنية الجودة وأنه على الجانب الآخر يمتلك منتجات صينية ‘غالية’ لكن عالية الجودة.

وكذلك من حيث الأصل والتقليد ينظر إلي الثمن فإن كان أقل بشكل ملحوظ من المعروف فالتاجر في تلك الحالة إما محتال أو يبيع منتجات غير أصيلة.

أما بشكل عام فالمنتجات الصينية مقارنة بغيرها من المنتجات تعتبر أقل سعراً وذلك لرخص اليد العاملة بجانب عوامل أخري أثرت في سعر المنتجات الصينية وجعلتها تغزو أسواق العالم، وهذا ما يؤرق الدول الصناعية الكبري اليوم.

– ما لا يجب علي المستورد أو المشتري فعله مع التاجر الصيني

الفصال أو المفاصلة كما نسميها من أكثر المظاهر السلبية التي نراها في الأسواق العربية وسبب ذلك هو إنعدام الثقة وكذلك إنعدام الأمانة في أحيان كثيرة، فلم يعد المشتري يثق بكلام التاجر وكذلك التاجر يعلم أن المشتري يبالغ في الفصال أحياناً.

فالأول يظن أن التاجر يرفع السعر بشكل زائد عن الحد، والثاني يعلم أن المشتري سيقوم بالمفاصلة فيرفع السعر حتى يصل في النهاية إلى السعر المطلوب.

وهذا يجعل البعض منا كمستوردين أو مشترين يتعاملون من نفس المنطلق مع التاجر الصيني أو الأجنبي بشكل عام.

فيلح كثيراً على التاجر بأن يخفض له ثمن السلعة، وهو يظن أن ذلك مفيداً، والحقيقة أن التاجر قد يقبل في النهاية لكن إذا قبل بعد المبالغة في الفصال تأكد أنه سيعطيك منتجاً من أسوأ مايكون من حيث الجودة.

فكل ما علينا فعله لتجنب الجودة الرديئة هو البحث والمقارنة بين التجار والمصدرين في الصين مثلاً أو غيرها من الدول التي نرغب بإستيراد منتجاتها.

ثم إختيار أفضلهم، ثم التأكيد على أن المطلوب هو أفضل سعر (وليس أقل سعر) مع أفضل جودة ممكنة.


اكتشاف المزيد من تجارة واقتصاد

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

11 تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى