- لماذا الكاش هو الملك Cash Is King؟
- أسباب قلة السيولة النقدية
- ماذا تفعل لتفادي مشكلة قلة السيولة النقدية
إذا كنت رائد أعمال أو مستثمر فمن المحتمل أنك سمعت بمقولة “الكاش هو الملك” Cash Is King؟ إذا لم تكن قد سمعت بها من قبل، فهي قاعدة مالية هامة سنبينها لاحقاً يتبعها كبار المستثمرين ولا يتحدث عنها كثيرون.
في مجال صناعة المحتوى هناك قاعدة تشبهها تقول “المحتوى هو الملك” Content Is King، أي أن المحتوى الجيد هو الركن الأساسي للنجاح في مجال الكتابة وصناعة المحتوى.
نفس المعنى ينطبق على مقولة “الكاش هو الملك” أي بدون سيولة نقدية كافية لن تتمكن من النجاح في عالم الإستثمار والأعمال.
في الفقرات القادمة سنبين لماذا الكاش هو الملك، وماهي أسباب قلة أو إنعدام السيولة النقدية، وكيفية التغلب على ذلك الأمر.
– لماذا الكاش هو الملك Cash Is King؟
يقدر الخبراء الماليين مشكلة قلة السيولة النقدية Cash Flow Problems بأنها أعظم وقعاً على الأفراد والشركات من قلة الأرباح!
حيث يقدر عدد الشركات التي أفلست وأغلقت أبوابها بسبب قلة السيولة النقدية بنسبة ٨٢٪، غالبيتها من الشركات الصغيرة والمتوسطة، وفقاً لموقع Business Insider.
فإذا كان لديك أصول متعددة من أسهم، سندات، عقارات، وغيرها تساوي ملايين الدولارات، ولا تمتلك مايكفي من “الكاش” فكأنك لا تمتلك أي شئ.
وكذلك.. معرفة مقدار السيولة النقدية الآتية مستقبلاً، لن يجدي نفعاً حين تكون في حاجة لسيولة نقدية.
الكاش هو الملك لأنه يمكن الأفراد ورواد الأعمال من إقتناص الفرص الإستثمارية المتميزة، حينما تكون الأسعار متدنية، على سبيل المثال في أوقات الركود، وأوقات الأزمات الإقتصادية.
الكاش في قطاع المؤسسات والأعمال يعطي القدرة على إتخاذ قرارات التطوير، التوسع، أو بدء إستثمارات جديدة تساعد في إنتشار الإسم التجاري الخاص بها.
في مثل هذا الوقت الذي نمر به، عمت جائحة كورونا Covid-19 العالم أجمع، فتضررت قطاعات كثيرة أهمها قطاع السياحة والطيران.
فلم يقدر على الصمود إلا الشركات أو المنشآت السياحية التي تمتلك قدراً كافياً من السيولة النقدية، وأعلنت الكثير من شركات السياحة والطيران إفلاسها.
أضف إلى ذلك.. في حال ظهور فرصة إستثمارية متميزة، وعدم إمتلاك سيولة نقدية كافية، يتم التفكير مباشرة في الإقتراض، وهو ما يضيف أعباءً مالية توسع من دائرة الضغط على الشركة.
– أسباب وحلول مشكلة توفر السيولة النقدية
السيولة النقدية هي مقدار المال المملوك سواءً في حساب بنكي أو نقداً في اليد، وهناك عدة أسباب تؤدي إلى قلة السيولة النقدية، سنذكرها خلال لحظات.
يوجد أيضاً حل لكل واحد من هذه الأسباب، لتجنب الدخول في أزمات مالية في الوقت الذي يمر فيه البلد الذي تقطنه بأزمة مالية أو إقتصادية.
الأسباب ستكون كالتالي، والحلول ببساطة تتمثل في القيام بعكس تلك الأسباب:
١- عدم إدخار قيمة محددة من المال بشكل دوري
أهم عامل لقلة السيولة النقدية للأفراد والشركات، هو عدم إدخار جزء محدد من المال، وبصفة دورية، فالأرباح وحدها لا تكفي لزيادة مستوى السيولة النقدية، بل الإدخار هو الذي سيتيح لك السيولة النقدية الكافية.
عليك إدخار جزء محدد من الدخل طبقاً لأولوياتك، وذلك بصفة دورية، يومية أسبوعية شهرية أو حتى سنوية، ولا تستعجل في إنفاق المدخرات حتى تجد الفرصة الإستثمارية المناسبة.
فالبعض لديهم معتقد خاطئ يتمثل في عدم جدوى إدخار المال، وأفضلية إستثماره في أسرع وقت ممكن ليدر المزيد من المال.
٢- عدم الموازنة بين الدخل والمصروفات
قد يكون لديك الكثير من الدخل، لكن في نفس الوقت لديك الكثير من المصروفات، في هذه الحالة ستقع في مشكلة قلة السيولة النقدية.
عليك تحديد المصروفات الأساسية اللازمة لسير أعمالك، وإقتطاع المصروفات الزائدة عن الحاجة، أو التي ليس لها أهمية قصوى.
٣- عدم توقع الأرباح المستقبلية بشكل صحيح
أحد أهم أسباب مشكلة السيولة النقدية هو عدم توقع الربح المستقبلي بشكل صحيح، فالبعض ينفق النقد الموجود بناءً على توقع قيمة مستقبلية تعوض هذا الإنفاق.
فالتوقع بشكل خاطئ وغير مدروس يعني أنك ستنفق أكثر من المتوقع، وفي جميع الأحوال لا يفضل إنفاق المخزون النقدي بناءً على توقعات مستقبلية.
فهو أمر غير محبذ في مجال المال والأعمال، لأن القليل جداً من المستثمرين ورواد الأعمال يستطيع توقع المستقبل بشكل واقعي.
٤- عدم النمو بشكل متدرج
هناك رغبة في النمو توجد لدى معظم الناس، لكن الخطأ الذي يقع فيه معظم رواد الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة خصوصاً، هو التوسع بشكل سريع.
بشكل يخرج عن السيطرة، فالتوسع يحتاج لأموال، وكلما زاد التوسع كلما زادت الحاجة لإنفاق المخزون المتاح من المال.
حدد جزءاً من المخزون النقدي للتوسع، يتم إنفاقه مقسماً على فترات، ولا تنفق كل أو معظم السيولة النقدية التي لديك دفعة واحدة.
على سبيل المثال، لديك فرصة توسعية أو إستثمارية تقدر بعشرة آلاف دولار، ولديك سيولة إثنا عشر ألف دولار، وتتوقع دخل مستقبلي عشرون ألف دولار!
لا يجب في هذه الحالة أن تنفق السيولة النقدية لحين الحصول على الأرباح الشهرية القادمة.
تخيل بعد إنفاقها حدوث طارئ يمنع أو يقلل الدخل المتوقع، ستكون السيولة النقدية المتبقية لديك هي ألفي دولار فقط، وقد لا تستطيع من خلالها تغطية مصروفات شركتك، أو حتى تطوير إستثمارك الجديد.
لذلك كان من المهم التوسع بشكل متدرج ومنطقي، وعدم الإستعجال بشكل قد يؤثر سلباً على جميع أعمالك القائمة التي تتمتع بالإستقرار.
٥- عدم تحديد هامش ربح مناسب
ليس من المنطقي إهمال هذه النقطة، إذ أن هناك شركات تطبق كل ما سبق ولديها إدارة مالية صلبة، لكن تقع في مشكلة نقص السيولة، لكن سببها هذه المرة “سوء إدارة وتخطيط”.
فهامش الربح يجب أن يتم تحديده بشكل مدروس وبنسبة محددة بعد تغطية كافة التكاليف، حتى تتمكن من تحقيق أرباح كافية يتم إدخار جزء منها في المخزون المالي للشركة.
بالنسبة للأفراد هذه بالضبط هي المشكلة التي توازي “قلة الدخل” والتي يمكن التغلب عليها بزيادة ساعات العمل أو البحث عن إستثمار آمن بنسبة كبيرة.
– ملخص المقالة
في وقت مليء بالأزمات المتسارعة والمتلاحقة، من يمتلك سيولة نقدية كافية هو الرابح في نهاية المطاف، وهو الذي يمتلك القدرة على الإستمرار في سوق العمل لأطول وقت ممكن.
كذلك هو الذي يستطيع إقتناص الفرص الإستثمارية المتميزة، وتزيد قدرته على التوسع حاضراً ومستقبلاً.
للوصول إلى تلك النقطة.. إدخر جزء محدد من دخلك بصفة دورية، ولا تعتمد على الدخل المستقبلي في قرارات إنفاق السيولة التي تمتلك.
ستحتاج بلا شك للسيولة النقدية في يوم من الأيام، فدعك ممن يود إقناعك بأن الإحتفاظ بالمال سيفوت عليك الكثير من الفرص.
التسرع في قرار الإستثمار أو التوسع السريع هو الذي سيفوت عليك الكثير.
يجب أن يكون لديك دخل أو هامش ربح مناسب وكافي لإدخار ما يكفي من المال، تحسباً لأي أزمة مستقبلية تعصف بأعمالك.
هذا كل شئ.. إذا كانت لديك إستفسارات أو آراء حول هذا الموضوع، يرجى طرحها في التعليقات أسفل المقالة.
اكتشاف المزيد من تجارة واقتصاد
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
ازاى نجيب كاش