تجارة إلكترونية

مستقبل المدفوعات الإلكترونية سيكون الشراء الآن والدفع لاحقاً أو “الدفع بالتقسيط”

الدفع بالتقسيط أو الشراء الآن والدفع لاحقاً سيمثل مستقبل المدفوعات الإلكترونية، وهي تقنية ستؤثر إيجابياً على نسبة المبيعات الإلكترونية والتقليدية بحسب الدراسات.

إقرأ في هذا المقال
  • ماهي خدمة الدفع لاحقاً أو الدفع بالتقسيط
  • نصائح لتوعية المشتري
  • الوسطاء يستفيدون من البائع وليس المشترى
  • بعض مخاطر الدفع بالتقسيط أو الدفع لاحقاً

لفترة طويلة من الوقت كنا ندخل إلى المتاجر الإلكترونية للتسوق بشكل طبيعي وندفع ثمن المنتجات عبر وسائل الدفع التقليدية بالبطاقات أو غيرها، ثم ننتظر إستلام المنتجات في الوقت المحدد من قبل التاجر.

لكن يبدو أن ذلك سوف يتغير تماماً منذ ظهور وإزدهار إحدى خدمات الدفع الجديدة بشكل كبير في العامين الأخيرين وهي “الدفع بالتقسيط” أو “الشراء الآن والدفع لاحقاً”.

فإذا كان لديك متجر إلكتروني أو تنوي تأسيس متجر إلكتروني سيهمك التعرف جيداً على تلك الخدمة وتطبيقها كما سنبين في الفقرات القليلة القادمة.

خدمة الشراء الآن والدفع لاحقًا Buy Now Pay Later، التي تعرف إختصارًا باسم BNPL، أصبحت واحدة من أهم خدمات التمويل والتقسيط، وقد تضاعفت معدلات إستخدامها في السنوات الأخيرة.

نشر موقع CNBC دراسة حديثة تفيد بأن المستهلكين الذين يستخدمون الدفع لاحقاً يميلون إلى شراء منتجات أكثر بنسبة 50% إلى 200% لكل معاملة مقارنة بإستخدام طرق الدفع الأخرى.

وتعد طريقة “إشتر الآن وإدفع لاحقاً” هي وسيلة الدفع الأسرع نموًا مع نمو التجارة الإلكترونية بشكل كبير هذا العام 2021، وستكون مستقبل الدفع الإلكتروني في السنوات القادمة بكل تأكيد.

تسمح هذه الطريقة للمتسوقين بدفع الفواتير الصغيرة والمتوسطة على أقساط شهرية بدون فائدة، وإذا إلتزم العميل بالدفع دائماً يمكنه تقسيط بضائع بقيمة أغلى مثل السلع الفاخرة.

تقوم هذه المنصات بسداد المبالغ كاملة للبائع مقابل نسبة من الفاتورة تتراوح بين %3 إلى 6%، وتمثل أحياناً هذه الرسوم نحو 80% من عوائد هذه المتاجر الإلكترونية، وأحياناً تقوم المتاجر بتحصيل نحو 20% كرسوم تقتطعها من المشتري في حالة لم يسد الدفعات في الوقت المناسب.

يعتمد ملايين المتسوقين حول العالم على تلك الخدمات لتمويل مشترياتهم وقت التسوق. وقد أثبتت بعض الشركات قوتها في هذا القطاع مثل Klarna و Affirm و Afterpay. إلى جانب بدلاء محليين في جميع بلدان العالم، بما في ذلك الوطن العربي.

ولكن إهتمام الشركات بهذه التقنية الرائدة قد زادت من قيمتها بشكل كبير، إذ بدأت شركة باي بال بتقديم خدمة شبيهة إلى جانب تعاقد كلًا من أمازون وآبل مع شركة Affirm التي تقدم هذه الخدمة. كما استحوذت شركة سكوير على خدمة Afterpay بمبلغ 29 مليار دولار أمريكي.

قال “تشارلي يواكيم” الرئيس التنفيذي لشركة Sezzle: “كان هدفنا حقًا هو عمليات شراء يومية أصغر حجمًا، مع متجر Target ستختبر شركتنا عمليات الشراء بالتقسيط للأغذية والفئات الأخرى من المنتجات لمعرفة مدى حجم ذلك”.

في هذه الأيام سيرى معظم المستهلكين خيار الشراء الآن والدفع لاحقًا عند التسوق عبر الإنترنت لدى تجار التجزئة الكبار مثل Walmart و Amazon.

ولكن العديد من مزودي خدمة الدفع بالتقسيط يقدمون الآن ملحقات المتصفح Extensions، والتي يمكنك تنزيلها وتطبيقها على أي عملية شراء عبر الإنترنت.

ثم هناك أيضًا التطبيقات التي تتيح لك إستخدام أقساط الدفع عند شراء الأشياء من متاجر تقليدية على الأرض تمامًا كما لو كنت تستخدم Apple Pay، وهذا يعني أنه يمكن للمتسوقين الإستفادة من قرض قصير الأجل لشراء أي شيء تقريبًا في أي مكان.

– نصائح لتوعية المشتري

أحد الجوانب السلبية المحتملة هو أن الشراء بالتقسيط يمكن أن يشجع المستهلكين على إنفاق أكثر مما يستطيعون تحمله، وجد تقرير صادر عن إحدى مجموعات الدفاع عن المستهلكين في المملكة المتحدة أن ما يقرب من ربع مستخدمي الأقساط أنفقوا أكثر مما كانوا يعتزمون في البداية لأن الخدمة كانت متاحة.

وفقًا لـLendingTree، قال ما يقرب من نصف المتسوقين أنهم لم يجروا عملية الشراء بنفس الكمية إذا لم يكن لديهم خيار التمويل أو الدفع بالتقسيط.

يقول “يواكيم” أيضاً في هذا الصدد “الأمر نفسه ينطبق على بطاقات الإئتمان وفي الواقع تتمتع خدمات الدفع بالتقسيط ببعض مزايا الإئتمان أيضًا، مثل القدرة على تقسيم المدفوعات، ولكن دون الديون المتجددة”.

وقال يواكيم: “يمكنك التفكير في هذا كأنه “إضفاء طابع إئتماني” على بطاقة الخصم المباشر Debit Card.

على الجانب الآخر لا يقوم معظم مقرضي خدمات BNPL بالإبلاغ عن مدفوعاتك في الوقت المحدد لشركات إعداد التقارير الإئتمانية، كما تفعل بطاقات الإئتمان.

مما يعني أنك قد تتخلى عن فرصة بناء إئتمان إيجابي في حين أن عدم الدفع قد يضر بدرجة الإئتمان الخاصة بك.

قالت “جولي رامهولد” محللة المستهلك لدى Deal News: “إذا كنت تحاول بناء سجل إئتماني جيد أو تحسين تاريخك الإئتماني، فإن معظم برامج الشراء الآن والدفع لاحقًا لن تفيدك كثيرًا”.

– مزودي الخدمة يستفيدون من البائع وليس المشترى

وفي نهج جديد تتبعه شركات التكنولوجيا المالية فإن حصة الأسد من أرباح تلك الشركات تأتي من بائع التجزئة، المتمثل في المتاجر الإلكترونية، وفي المقابل فإن العوائد على الأقساط التي يتحملها المشتري تكون ضعيفة ما يضمن جذب شريحة واسعة من العملاء.

ويبدو أن تلك السياسة الجديدة تمثل منافسة قوية للمنتجات المالية التي تقدمها البنوك وفي مقدمتها كروت الإئتمان والتي تحصل على عوائد أعلى بكثير يتحملها في نهاية المطاف المستهلك النهائي للسلعة، والذي بطبيعة الأمر سيذهب إلى المنتج الجديد الذي تقدمه شركات التكنولوجيا المالية.

ويتوقع تقرير صادر عن CB Insights أن تنمو مبيعات السلع المشتراة بإستخدام الأقساط ما بين 10-15 مرة بحلول العام 2025 لتتجاوز مستوى التريليون دولار.

وهو ما يمثل دفعة قوية لشركات التكنولوجيا المالية التي تلعب دور الوسيط الجديد بين البائع والمشتري، بعد عقود طويلة كانت فيها البنوك هي اللاعب الأوحد في دور الوساطة.

وفي الولايات المتحدة وحدها ما بين 20-25 مليار دولار جرى إنفاقها العام المنصرم على شراء السلع بإستخدام نظام الأقساط الجديد الذي تقدمه شركات التكنولوجيا المالية ليسجل أعلى مستوياته على الإطلاق.

فيما بدا أنه التوجه الجديد للشراء داخل أكبر إقتصاد في العالم بحسب بيانات Bloomberg Intelligence والتي أشارت أيضاً إلى أن معدل البيع بالتقسيط يمثل نحو 3% من إجمالي التجارة الإلكترونية في البلاد.

ومع كل ذلك يجدر القول أن خدمات الدفع بالتقسيط تنضوي على مخاطر، فحينما يبدأ المشترين بالتعثر هنا يصبح الأمر أكثر خطورة، كما أن تسهيل الدفع بالتقسيط قد يشجع المستهلك على شراء منتجات بحجم يفوق قدرته الشرائية، بالتالي يمكن أن تدخل جميع الأطراف في دوامة التعثر المالي.


اكتشاف المزيد من تجارة واقتصاد

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى