اقتصاد

ماذا تفعل بأموالك في أوقات الأزمات، تستثمرها أم تدخرها؟

سؤال إنقسم حوله خبراء المال إلى قسمين، قسم يرى أفضلية الإستثمار في أوقات الأزمات، وآخر يرى عكس ذلك، فأيهما على صواب؟

إقرأ في هذا المقال
  • لماذا يجب أن تستثمر في أوقات الأزمات
  • لماذا لا يجب أن تستثمر في أوقات الأزمات
  • أيهما أفضل الإستثمار في وقت الأزمات أم العدول عنه

إذا كان لديك بعضاً من المال، قليلاً كان أو كثيراً، فمن الطبيعي أن تجد بداخلك رغبة في تنميته، عن طريق إستثماره في مشروع خاص، أو إستثماره في سوق الأسهم، أو بأي طريقة أخرى من طرق الإستثمار.

لكن ماذا لو كان عليك أخذ قرار الإستثمار في وقت يمر فيه العالم أو البلد الذي تقطنه بأوقات عصيبة؟ كأزمة مالية، أو أزمة سياسية، أو وباء مثل كورونا المستجد COVID-19، أو غيره من الأزمات.

ماذا تفعل في هذه الحالة؟ هل تمضي قدماً في قرار الإستثمار؟ أم تبقي على أموالك آمنة في مكانها، وتزيدها بالإدخار قدر المستطاع؟

سؤال يصعب الإجابة عليه بنعم أو لا، وهو سؤال أحدثت الإجابة عليه إنقساماً بين خبراء المال والأعمال، وكل فريق له مبرراته المنطقية.

فالأول يرجح أفضلية الإستثمار في وقت الأزمات سيراً على نهج مستثمرين حققوا أفضل ثرواتهم في وقت الأزمات، والثاني يرجح إدخار المال وعدم تعريضه للخطر في أوقات الأزمات لصعوبة التنبوء أكثر من أي وقت مضى بالأحداث السياسية والإقتصادية.

فأي الرأيين هو الصواب في ظنك؟ هذا ما سنتعرف عليه في الفقرات التالية، قبل أن تأخذ قراراً خاطئاً قد يفقدك أموالك، في حين أنك تستطيع الحفاظ عليها.

– لماذا يجب أن تستثمر في أوقات الأزمات

نبدأ بالرأي الأول الذي يرجح الإستثمار في أوقات الأزمات، حيث يرى هذا الفريق أن على المستثمرين السير على نهج رواد هذا المجال أمثال وارين بافيت، الذي يرى أن أفضل وقت للإستثمار هو “حينما تسيل الدماء في الطرقات”.

وأن المستثمر يجب أن يشعر بالأمان تجاه الإستثمار حين يخاف الآخرون، وأن يشعر بالخوف تجاه الإستثمار حين يأمن الآخرون، وهذا هو عين الإستثمار في وقت الأزمات.

يرجح هذا الفريق أيضاً الإستثمار خلال الأزمات وفقاً لنظرية “المخاطر” الشهيرة التي مفادها “كلما زادت نسبة المخاطرة كلما زادت نسبة الأرباح” والعكس.

ويرون أن كل ما تحتاج للإستثمار وقت الأزمات هو عدة أمور مثل:

١- دراسة المشروع أو الشركة بشكل جيد.

٢- عدم المخاطرة بكل أو معظم أموالك.

٣- عدم الإقتراض للإستثمار.

٤- التحلّي ببعض الصبر.

حينها يكون – من وجهة نظرهم – قرار الإستثمار خلال الأزمات أفضل قرار يمكن أن تتخذه على الإطلاق تجاه أموالك، وكل ما سيتوجب عليك فعله لجني الأرباح هو إنتظار التعافي من الأزمة.

– لماذا لا يجب أن تستثمر في أوقات الأزمات

يرى الفريق الثاني أن إدخار المال في أوقات الأزمات خياراً أفضل، فالإدخار وسيلة قوية لزيادة المال وعدم تعريضه للخطر، على الرغم من إعتبارها وسيلة بطيئة لزيادة الأموال من قبل البعض.

يرجح هذا الفريق كذلك عدم الإستثمار خلال الأزمات لصعوبة التنبوء بالأحداث والأزمات، خصوصاً في القرن الماضي الذي شهد أزمات مالية وإقتصادية مربكة، آخرها أزمة الرهون العقارية التي ضربت العالم في ٢٠٠٨.

والتي أدت لإفلاس العديد من الشركات والبنوك حول العالم، وأظهرت مدى فشل إدارات المخاطر المالية في التنبوء بحدوثها أو التنبؤ بإنتهائها.

بعد نهاية تلك الأزمة، وفي ذروة تعافي الإقتصادات العالمية منها أطلت أزمة أخرى أشد وقعاً من أزمة ٢٠٠٨، وهي فيروس كورونا المستجد COVID-19.

وباء لم يشهد العالم مثيلاً له منذ أكثر من قرن من الزمان، أدى لإفلاس كبرى الشركات حول العالم، وفقدان ملايين البشر لحياتهم ووظائفهم.

هذه الحالة من الإرتباك وعدم اليقين تمثل – من وجهة نظر الفريق الثاني – سبباً كافياً للعدول عن الإستثمار خلال الأزمات، على الرغم من وجود توقعات ونظريات إقتصادية كثيرة.

فمعظم المستثمرين ليسوا وارين بافيت، وليس لديهم نفس الرؤية والخبرة التي لديه في عالم الإستثمار، كونه مستثمراً منذ صغره.

– أيهما أفضل في وقت الأزمات، الإستثمار أم الإدخار؟

لا يمكن القول بشكل مطلق أن الإستثمار في وقت الأزمات أفضل أو العكس، لكن يمكن الموازنة بين الرأيين وإستخراج ما يناسب كل شخص بحسب قدراته المالية.

فإذا قررت الأخذ بالرأي الذي يرجح الإستثمار خلال الأزمات فضع في إعتبارك مايلي:

١- لا تستثمر إذا كنت مديوناً ولا تقترض للإستثمار.

٢- لا تستثمر إذا كان المال الذي ترغب بإستثماره هو كل أو معظم ما تملك.

٣- لا تستثمر إذا لم تقم بدراسة جدوى المشروع أو الشركة التي ترغب بالإستثمار فيها.

٤- لا تستثمر إذا لم تكن لديك توقعات حول المستقبل الإقتصادي والسياسي، أو إذا لم تكن مهتماً بالأحداث من حولك.

٥- لا تستثمر خلال الأزمات إذا لم تكن مستعداً للمخاطرة، وإذا لم تكن مستعداً لتحمل العواقب حينما تسوء الأمور.

إذا توفرت لديك تلك الشروط يمكنك الإستثمار في وقت الأزمات، وإذا حالفك الحظ ستحقق أرباحاً كبيرة، أما إذا لم تتوفر لديك تلك الشروط فعليك العدول عن هذا القرار.

بالتالي أنت تبقي على أموالك في مأمن من الخسارة، فلن تخسر أي شئ، وفي المقابل لن تربح أي شئ.

ولا زال أمامك عدة مشاريع متميزة لا تتطلب رأس مال كبير أو مخاطرة، وبمرور الوقت تدر أرباحاً كبيرة، وهي مشاريع الإنترنت. يمكنك التعرف عليها بشكل أكبر في مقالة الطرق الحقيقية والطرق المزيفة للربح من الإنترنت.

– الخلاصة

في نهاية المقالة يمكن أن نستخلص مايلي:

١- الإستثمار في وقت الأزمات يناسب كبار المستثمرين فقط، لأنهم يمتلكون الخبرة والأدوات التي تؤهلهم لتوقع ما يمكن حدوثه بأقرب صورة ممكنة لمستقبل عالم الشركات والأعمال.

٢- إذا كنت مبتدئاً في مجال الإستثمار، أو ليست لديك فكرة عنه بالأساس فسيكون قرار الإستثمار في وقت الأزمات قراراً جنونياً، وسيعرضك على الأرجح للخسارة.

٣- إذا حققت الشروط السابق ذكرها فلا بأس بالإستثمار خلال الأزمات، وكلما خاطرت أكثر كلما كان مقدار الربح المتوقع أكبر، لكن المخاطرة لا تعني إهمال عوامل الأمان والإحتياطات اللازمة.

٤- لا تنسى أن وارين بافيت أفضل مستثمر في التاريخ الحديث لديه ما لا يقل عن خمسة عقود من الخبرة في مجال الإستثمار، فليس من المنطقي أن تطمح إلى تحقيق إنجازات مماثلة خلال خمسة أو عشرة أعوام.

٥- الإدخار في كثير من الأحيان هو أفضل وسيلة لتحقيق الثروة، فإذا كانت لديك خطة للإدخار إستمر في العمل عليها، ولا تلتفت لمن يحاول إقناعك بأن الإستثمار أفضل مطلقاً من الإدخار.

٦- هناك أشياء لا يجب أن تستثمر فيها أموالك، يمكنك التعرف عليها في مقالة ٤ أشياء لا تستثمر أموالك فيها مطلقاً، أولها الذهب.

٧- الإستثمار في البورصة ليس الطريقة الوحيدة للإستثمار، فيمكنك الإستثمار في مجال التجارة الإلكترونية وصناعة المحتوى المرئي والمكتوب، فالإنترنت يستحوذ بشكل كبير على مستقبل الأعمال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *