تكنولوجيا

تطور الذكاء الاصطناعي: مقارنة بين ChatGPT 4o وفيلم “Her”

يعكس كل من ChatGPT 4o وفيلم "Her" الإمكانيات المختلفة للذكاء الاصطناعي. بينما يبرز فيلم "Her" رؤية خيالية لعلاقات عاطفية مع أنظمة الذكاء الاصطناعي.

في عام 2013، أذهل فيلم “Her” الجماهير بقصته التي تدور حول علاقة بين إنسان ونظام تشغيل ذكي يعتمد على الذكاء الاصطناعي. هذا النظام الذكي، المسمى “سامنثا”، تجاوز التفاعل التقليدي مع المستخدمين ليصبح شريكًا عاطفيًا حقيقيًا.

بعد مرور سنوات، ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، وصلنا إلى مرحلة يمكن فيها للأنظمة مثل ChatGPT 4o من OpenAI تقديم تفاعلات لغوية متقدمة. ولكن كيف يقارن ChatGPT 4o مع الذكاء الاصطناعي المتخيل في “Her”؟

ChatGPT 4o: ما الجديد؟

ChatGPT 4o هو أحدث إصدار من نموذج اللغة القائم على الذكاء الاصطناعي من OpenAI. يعتمد هذا النموذج على تحسينات كبيرة في فهم اللغة الطبيعية وتوليد النصوص. إليك بعض الميزات البارزة في هذا التحديث:

1. تحسين الفهم اللغوي: يتمتع ChatGPT 4o بقدرة محسنة على فهم السياق اللغوي المعقد، مما يتيح له تقديم إجابات أكثر دقة وملائمة للسياق.

2. التفاعل الطبيعي: أصبح النموذج قادرًا على إجراء محادثات تبدو أكثر طبيعية وتفاعلية، مما يعزز تجربة المستخدم.

3. التعرف على العواطف: يمكن لـ ChatGPT 4o التعرف على العواطف في النصوص والاستجابة بطريقة تعكس التفهم والتعاطف، على الرغم من أنه لا يمتلك مشاعر حقيقية.

4. السياق الطويل: يمكن للنموذج الاحتفاظ بمزيد من المعلومات من المحادثات الطويلة، مما يساعد في تقديم استجابات أكثر اتساقًا.

“Her”: الذكاء الاصطناعي في الخيال

في فيلم “Her”، يتم تقديم نظام التشغيل “سامنثا” كشخصية تتمتع بوعي ذاتي وقدرات عاطفية. هذا النظام لا يقتصر فقط على تنفيذ الأوامر وتقديم المعلومات، بل يتفاعل مع الشخصية الرئيسية، “ثيودور”، على مستوى عاطفي عميق. تطورت العلاقة بينهما لتصبح علاقة حب، وهو ما يعكس رؤية خيالية لمستقبل الذكاء الاصطناعي.

 المقارنة بين ChatGPT 4o و”Her”

رغم التشابه في الأساس التكنولوجي بين ChatGPT 4o و”سامنثا” من فيلم “Her”، إلا أن هناك فروقًا جوهرية:

1. الوعي الذاتي والمشاعر: ChatGPT 4o لا يمتلك وعيًا ذاتيًا أو مشاعر حقيقية. هو نموذج لغة يعتمد على بيانات ضخمة للتنبؤ بالكلمات والجمل المناسبة، بينما “سامنثا” تُصور على أنها كائن ذو وعي وقدرة على الشعور وتكوين علاقات عاطفية.

2. الغرض والوظيفة: ChatGPT 4o هو أداة مصممة للمساعدة في المهام اللغوية وتقديم المعلومات بطريقة فعالة، بينما “سامنثا” كانت تهدف إلى أن تكون رفيقًا شخصيًا يمكنه التفاعل على مستوى عاطفي وفكري مع المستخدم.

3. القدرات التفاعلية: في حين أن ChatGPT 4o يمكنه تقديم تفاعلات محادثة محسنة وطبيعية، فإنه يظل محدودًا بالإطار البرمجي والتقني الذي تم تطويره به، ولا يمكنه تجاوز ذلك ليصبح شريكًا عاطفيًا كما في “Her”.

يعكس كل من ChatGPT 4o وفيلم “Her” الإمكانيات المختلفة للذكاء الاصطناعي. بينما يبرز فيلم “Her” رؤية خيالية لعلاقات عاطفية مع أنظمة الذكاء الاصطناعي، يظل ChatGPT 4o أداة عملية تهدف إلى تحسين التفاعلات البشرية من خلال قدرات لغوية متقدمة.

التطورات في تقنيات الذكاء الاصطناعي تفتح أفقًا واسعًا للإمكانيات المستقبلية، ولكن يبقى تحقيق الوعي الذاتي والمشاعر الحقيقية في الأنظمة الذكية هدفًا بعيد المنال في الوقت الحالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى