تجارة إلكترونية

تحدي صيني أمريكي جديد بين علي بابا وأمازون سيغير التجارة الإلكترونية والشحن حول العالم

تحدي جديد "صيني أمريكي" في مجال شحن المنتجات سيغير التجارة الإلكترونية ويصب في النهاية في مصلحة المتسوقين عبر الإنترنت.

إقرأ في هذا المقال
  • علي بابا يتحدى أمازون في مجال الشحن
  • علي بابا قد يتفوق على أمازون لعدة أسباب
  • تحدي يصب في مصلحة المتسوقين عبر الإنترنت

على الرغم من إستحواذ أمازون على الشريحة الأكبر من المتسوقين عبر الإنترنت حول العالم، إلا أن مجموعة علي بابا عبر متجرها الشهير علي إكسبريس تنوي منافسة أمازون بقوة، وهو بالفعل المتجر الوحيد القادر على تحدي أمازون وتغيير قواعد اللعبة.

من المعروف أن أمازون هو من أسس لما يعرف اليوم بالتجارة الإلكترونية، ومن المعروف أيضاً أنه يقدم إهتماماً غير تقليدي بعملائه دوناً عن غيره من الشركات، وكجزء من سياسة شركة أمازون لإرضاء العملاء والعمل على راحتهم رأت الشركة أن عملية الشحن يجب أن تتم بوتيرة أسرع مما هي عليه في ذاك الوقت.

لذلك تم العمل بالفعل على تطوير تقنيات تسرع من عملية تحضير المنتجات وشحنها، فكان أمازون أول متجر إلكتروني يوفر الشحن بواسطة الطائرات المسيرة “الدرونز”، وأولها إمتلاكاً لأسطول شحن عملاق من شاحنات وطائرات تصل إلى ٧٥ طائرة شحن.

كل ذلك ساعد بالفعل على تسريع عملية الشحن، وشكل في نفس الوقت تهديداً حقيقياً لشركات الشحن السريع العالمية يمكن أن يؤدي في المستقبل القريب لإفلاس العديد منها.

نتيجة لذلك، أصبحت أمازون أول شركة في تاريخ التجارة الإلكترونية توفر خدمة التوصيل في نفس اليوم Same Day Delivery. ما يعني أن المتسوق سينهي طلبه عبر الموقع الآن ويستلمه في غضون ساعات.

– علي بابا يتحدى أمازون في مجال الشحن

ذكر موقع Market Watch أن علي بابا قرر تحدي عملاق التجارة الإلكترونية أمازون، عبر شحن المنتجات من الصين إلى أي بقعة حول العالم، وذكر الموقع أن صحيفة وولستريت جورنال قد زارت بالفعل مقرات علي بابا التي تعمل كاملة بواسطة روبوتات سريعة الحركة.

يأتي ذلك في وقت تحتدم فيه المنافسة السياسية والإقتصادية بين الصين والولايات المتحدة، لفرض الهيمنة على دول العالم عبر تقنيات حديثة يبدو أن العالم في حاجة ماسة إليها.

وكعادة الصين، تثبت دائماً أنها لن تتراجع عن الصعود بسرعة نحو صدارة الإقتصاد العالمي، وإزاحة الولايات المتحدة من الترتيب الذي لطالما هيمنت عليه لعقود طويلة.

هذه المنافسة تنعكس بشكل طبيعي على الشركات الكبرى في كلا الدولتين، إلا أن الشركات الصينية أيضاً تصعد بسرعة كبيرة نحو صدارة التقنية والتجارة الإلكترونية.

حتى في حالة أمازون وعلي بابا، يستطيع أمازون حتى هذه اللحظة شحن منتجاته لأكثر من ١٠٠ دولة حول العالم، مقارنة بموقع علي إكسبريس الذي يستطيع شحن منتجاته لأكثر من ١٥٠ دولة حول العالم.

– علي بابا قد يتفوق على أمازون لعدة أسباب

على الرغم من جهود أمازون في تقليل الوقت المستغرق لوصول الشحنة، إلا أن علي بابا قد يتمكن بسهولة من التفوق على أمازون في مجال توصيل المنتجات، لأسباب يمكن إستنتاجها من خطط علي بابا الحالية والمستقبلية.

السبب الأول يكمن في تفوق التقنيات الصينية على نظيرتها الأمريكية، فمخازن علي بابا اليوم تعمل بشكل كامل عبر روبوتات سريعة الحركة تقوم بما كان يقوم به البشر سابقاً لتحضير المنتج في وقت أقل بكثير. كما بالفيديو التالي:

وهذا لا يتوفر في أمازون، الذي لا يزال يعتمد بشكل كبير على اليد العاملة البشرية، مما يعني أن المنتج سيصبح جاهزاً بشكل أسرع في علي بابا.

السبب الثاني هو أن علي بابا سيوفر تقنية الشحن السريع بتكلفة أقل بكثير من أمازون، قد تصل إلى ثلاثة دولارات فقط عند الشحن لأي دولة حول العالم، وهذه تكلفة جنونية.

فهل تتخيل عند شراء منتج عبر موقع علي إكسبريس أنك ستدفع ثلاثة دولارات وتحصل على شحنتك في غضون يومين أو أقل حتى من ذلك! حتى وإن وصلت التكلفة لعشرة دولارات سيكون ذلك إقتصادياً للغاية.

السبب الثالث أن علي بابا سيجعل تلك الخدمات متاحة لجميع المتسوقين عبر مواقعها، على عكس أمازون الذي يتيح خدمة الشحن السريع لمشتركي “أمازون برايم” فقط.

إذا نفذت مجموعة على بابا ما قالت أنها تنوي فعله، فبالتأكيد سيبدأ في إقتطاع جزء كبير من حصة التجارة الإلكترونية العالمية التي يسيطر عليها أمازون.

وسيحدث ذلك بشكل سريع للغاية، تماماً كما فعل موقع “علي إكسبريس” الذي أنشئ عام ٢٠١٠ وكبر سريعاً ليصبح اليوم أكبر منافس لأمازون الذي تأسس قبله بما يقارب الـ٢٠ عاماً.

– تحدي يصب في مصلحة المتسوقين عبر الإنترنت

في جميع الأحوال، وبغض النظر عن الرابح، كل ذلك سيصب في مصلحة المستخدم، فمن المعروف أن سيطرة شركة واحدة على مجال ما، يعني أنها تتحكم في الأسعار بشكل كبير. وبالتأكيد سترغب في ربح أكبر قدر ممكن من الأموال، أي أن تكلفة المنتجات ستكون أعلى من الطبيعي.

إذا بدأ علي بابا بتقليل تكلفة الشحن خصوصاً، فهذا يعني أن العالم أجمع، وخصوصاً المستخدم العربي سيتجه بشكل كلي نحو المواقع الصينية مهما كان ينوي أمازون تقديمه للمتسوقين.

فماذا يريد المتسوق أكثر من أن يصله منتج عبر موقع علي إكسبريس بسعر خيالي، وفي وقت قياسي؟ خصوصاً وأن الصين هي منشأ معظم البضائع المتداولة حتى في موقع أمازون!

عموماً.. كلما زادت المنافسة بين الشركات كلما كان ذلك أفضل للمستهلك، وعلي بابا هو الوحيد القادر على إزاحة أمازون من صدارة التجارة الإلكترونية حول العالم.

ومن يعرف أمازون جيداً وسياسته في إبتلاع المنافسين، يدرك أنه ليس بمقدور أي شركة أخرى مهما كان حجمها الوقوف أمام أمازون.. ماعدا الشركات الصينية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *