الإستثمار رغبة بشرية طبيعية داخل كل شخص يفكر بشكل سليم. فإذا كان لديك فائضاً من المال قليلاً كان أو كثيراً ستجد نفسك تلقائياً ترغب في إستثمار هذا المال، بهدف زيادته.
لكن قبل أن تقبل على الإستثمار هناك أربعة أشياء ينصح الخبراء وكبار المستثمرين بالإبتعاد عنها قدر المستطاع، ستسمعها دائماً من أفضل مستثمر في التاريخ وارين بافيت.
وهي في الغالب من نوع الإستثمارات طويلة الأجل، التي تتسم بقلة المخاطر وكثرة الأرباح.
وهذا يعد دائماً السر الأهم في نجاح المستثمرين – التركيز على الإستثمارات طويلة الأجل.
فإليك خلاصة تجارب ونصائح كبار المستثمرين. لتوفر على نفسك متاعب التجربة، وتبحث عن مجال آخر أكثر جدوى لتستثمر فيه أموالك.
١. الذهب
الذهب معدن نفيس له قيمة مادية ومعنوية، لكنه من المجالات التي لا يفضلها المستثمرون، لأن الذهب مهما علت قيمته لا يحقق أرباحاً كبيرة كما يظن معظم الناس.
المؤشرات في الصورة التالية تمثل سعر الذهب على مدى عشر سنوات، ففي عام ٢٠١١ سجل الذهب سعر ١٩٠٠ دولار للأوقية، وبعد تسع سنوات في ٢٠١٩ وصل سعر الذهب إلى ١٥٥٠ دولار للأوقية.
وهذا يعني أنك لو إستثمرت ٢٠٠٠ دولار منذ عشر سنوات في أوقية ذهب تكون اليوم قد خسرت ربع هذا المبلغ تقريباً.
حتى على إفتراض الإستثمار عام ٢٠١٠ حينما سجل الذهب سعر ١٢٥٠ دولار للأوقية ستكون بحلول عام ٢٠١٩ قد ربحت ٣٠٠ دولار فقط. وهذه نسبة ضئيلة للغاية لا تستحق الإستثمار.
٢. السندات الحكومية
السندات هي نوع من الإستثمار في الديون الحكومية، ويكون عادة من خلال البنوك.
وهو أيضاً أحد الأشياء التي ينصح كبار المستثمرين بعدم الإستثمار فيها، حتى وإن كانت قليلة المخاطر وذات عائد ثابت. لماذا؟ لأن متوسط نسبة عوائد السندات في غالب الدول تكون ٣٪.
هذه النسبة توازي نفس نسبة التضخم الطبيعية تقريباً، وهذا يعني أنها ليست ربحاً حقيقياً يضاف إلى رأس المال.
لذلك يعتبره المستثمرون شكل من أشكال الإدخار للحفاظ على رأس المال ومواكبة التضخم لا أكثر.
٣. المجالات الصاعدة
في كل بضعة سنوات تظهر مجالات أو سلع تدر في بدايتها ربحاً كثيراً لا يصدقه عقل، وتصبح حديث الإعلام والشارع. وأفضل مثال على ذلك العملات الرقمية Crypto Currencies وأشهرها “البيتكوين”.
كلنا سمعنا بها – وكلنا تقريباً حاول أو فكر بالإستثمار فيها بسبب الصعود الحاد لأرباحها.
ففي عام ٢٠١٧ سجل البيتكوين حوالي خمسة آلاف دولار، ثم قفز في ٢٠١٨ إلى ما يقرب من ثمانية عشر ألف دولار. ثم هبط مجدداً بداية ٢٠١٩ إلى ستة أو سبعة آلاف دولار.
لا تستثمر في مثل هذه الأشياء لسببين: الأول أن هذه الأشياء لا تتمتع بالإستقرار ويصعب التنبؤ بها فهي تصعد وتهبط بشكل حاد وبقيم غير منطقية – الإستثمار فيها أشبه بالمقامرة.
الثاني أنك لا يجب أن تستثمر أصلاً في مجال لا تعلم عنه ما يكفي.
٤. ودائع البنوك
الودائع هي نسبة من المال يتم إيداعه في أحد البنوك لفترة محددة (لا تقل عن عام واحد) مقابل نسبة ربح محددة، ويتم تغريم المودع إذا أراد التصرف في تلك الوديعة قبل الموعد المحدد.
ويتجه إليها البعض لإنعدام المخاطر التي تحيط برأس المال، وللرغبة أحياناً في الحصول على معاش عند التقاعد.
فهي مضمونة الربح، لكن ولنفس السبب كما بالسندات لا تدر أرباحاً كبيرة إذا ما تم النظر إلى دورة رأس المال ونسبة التضخم.
ففي أقصى الحالات لا تتعدى أرباحها ١.٢٥٪ شهرياً، وبذلك تكون طريقة للإدخار أكثر من كونها طريقة للإستثمار.
الخلاصة
حاول الإبتعاد تماماً عن تلك الأشياء الأربعة عند الإستثمار، لأنها شكل من أشكال الإدخار في حالتي السندات والودائع، وشكل من أشكال المقامرة في حالة العملات الرقمية.
إذا أردت أن تصبح مستثمراً ناجحاً إبحث عن الإستثمارات طويلة الأجل وتحلى بالصبر والذكاء.
على سبيل المثال قم بشراء أسهم شركات متميزة في البورصة والإبقاء عليها لأطول فترة ممكنة.
وإذا لم تستطع العثور على مجال الإستثمار المفضل في الوقت الحالي، قم بإدخار أموالك لأطول وقت ممكن – ولا تتسرع في أخذ قرار الإستثمار.
وأخيراً لا تغتر بالمجالات ذات الربح السريع قبل أن تدرسها جيداً وتستمع لنصائح الخبراء والمستثمرين في تلك المجالات.
اكتشاف المزيد من تجارة واقتصاد
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
شكراً لك محمود، تشرفنا بزيارتك.
مقال رائع جدا
شكراً لك على الإضافة
فعلا غالبا هذه المجالات للفترات القصيرة وتدرس بشكل جيد وتكون فقط من ضمن سلة المحفظة اللاستثمارية وهي الجزء المتعلق بالمخاطر العالية وبالنسبة للسندات فهي غير محبذة اطلاقا
ولكن المقال فعلا ممتاز وان كان مقتضبا