اقتصاد

كيف تسبب خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي في أزمة نقص وقود كبيرة

كيف يمكن لدولة مثل بريطانيا أن تعاني من أزمة وقود؟ تعرف على الأسباب والأزمات التي يتوقع حدوثها في بريطانياً قريباً على إثر تلك الأزمة.

إقرأ في هذا المقال
  • أسباب أزمة الوقود في بريطانيا
  • ماذا ستفعل الحكومة لحل أزمة الوقود

عندما ترى طوابير السيارات تصطف أمام محطات الوقود في بريطانيا تظن لوهلة أن هذه ليست بريطانيا العظمى، وإنما دولة من الدول النامية المليئة بالأزمات المتتالية والمعقدة.

لم يكن في الحسبان حدوث “أزمة وقود” في دولة تعرف بالنظام والبنية التحتية المتطورة، وكفاءة سلاسل الإمداد، وأكثر من ذلك، قد تصاب بالذهول حينما تعلم أن الخبراء يتوقعون حدوث أزمة أخرى وشيكة، لكن في الغذاء هذه المرة.

فماذا يحدث في بريطانيا؟ هل هو تقصير حكومي أم قصور في نظام الإمداد والإحتياطيات؟ وماذا سيفعل رئيس الوزراء البريطاني “بوريس جونسون” أمام تلك الأزمة ولأزمات المتوقعة مستقبلاً؟

– أسباب أزمة الوقود في بريطانيا

هناك سببين بإختصار لحدوث تلك الأزمة النادرة في بريطانيا وفقاً لما نشره موقع CNN، فبعض الساسة البريطانيين يلقي باللوم الكامل على رئيس الوزراء الذي فاز بالأغلبية وحكومته التي قادت برنامج الخروج من الإتحاد الأوروبي BREXIT.

كيف تسبب خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي في أزمة نقص وقود كبيرة
المصدر: بي بي سي

حيث فرض جونسون قوانين تجارية صارمة حتى على أقرب الشركاء التجاريين الأوروبيين لبريطانيا، وحد من إمكانية عمل الأوروبيين في بريطانيا، ورفض حتى البقاء لفترة مؤقتة ضمن نظام الجمارك الأوروبي حتى يتم تنظيم حركة التجارة دون تأثير على أي طرف.

والبعض الآخر يلقي باللوم على جائحة كورونا Covid-19 التي قللت بشكل كبير من حركة التنقلات التجارية، مما أثر بشكل سلبي على سلاسل الإمداد والتموين في العالم أجمع وليس في بريطانيا فقط.

والحقيقة أن السبب خليط بين الأمرين، المشكلة بالنسبة لـ”بوريس جونسون” هي أن معظم آراء قادة مجال الطاقة وخبراء سلاسل الإمداد مجتمعة على أن المشكلة كان من الممكن تفاديها إذا أطلق رئيس الوزراء تحذيرات مبكرة قبل شهور أو حتى سنوات من حدوث الأزمة.

المشكلة التي تشكل الضغط الأكبر في أزمة نقص الوقود هي بلا شك مشكلة عدم وجود سائقين مؤهلين بالعدد الكافي لقيادة خزانات الوقود إلى محطات الوقود.

نقص العمالة هو المسؤول أيضاً بشكل جزئي عن أزمات أخرى تواجه البريطانيين، بدءاً من العمال الموسميين الذين يجنون ويعبئون الخضروات والفاكهة.

مروراً بسائقي الشاحنات التي تنقل الغذاء من وإلى المتاجر، وستمر بريطانيا بشتاء محبط إذا إستمر نقص الوقود والغذاء حتى موسم “أعياد الميلاد”.

يمكن أن تصل حدود الأزمة إلى إرتفاع أسعار تدفئة المنازل بسبب نقص الوقود، لكن لا يمكن إلقاء اللوم في هذه المشكلة على “البريكست” فقط، وإنما يجب مسائلة الحكومة “كيف يمكن لجزيرة صغيرة (بريطانيا) بعدد سكان كبير أن يكون لديها مخزون قليل من الوقود”؟

بريطانيا ليس لديها نظام يمكنها من تخزين كميات كبيرة من الوقود، وهي تعتمد على الإمداد الخارجي المباشر في معظم الأوقات.

– ماذا ستفعل الحكومة لحل الأزمة

هل ستستطيع بريطانيا تفادي شتاء يتسم بالكآبة؟ الإجابة المختصرة هي نعم، وفقاً لمن يعرفون تفاصيل الأزمة بشكل جيد داخل بريطانيا.

صرح “رئيس الغرف التجارية البريطانية” أنه بينما الحكومة صرحت بشكل واضح أن الأولوية بالنسبة لها هي تقليل الإعتماد على العمالة الأوروبية، والتحول للعمالة المحلية، إلا أن ذلك يجب أن يكون وفق خطة متأنية، ويجب أن يعمل على هذه الخطة عن قرب كلاً من الشركات والحكومة معاً.

إلا أن رئيس الوزراء وحزبه صرحا عن نواياهم بعدم التهاون مع تطبيق أي حلول يمكن أن تتعارض مع أفكارهم المتعلقة بالبريكست.

ستعمل الحكومة البريطانية على حل وقتي بالإعتماد على زيادة سلاسل إمداد الوقود، وليس من أولويات الحكومة العمل حالياً على زيادة خزانات الوقود لتخزين المزيد من الوقود.

وتكمن الأولوية بالنسبة للحكومة البريطانية حالياً في الحفاظ على سلاسل إمداد الغذاء والدواء والتأكد من عدم حدوث أي نقص في تلك السلع الأساسية.

وقد صرح المتحدث بإسم الحكومة بأن مشكلة الوقود جائت نتيجة مشاكل متعددة مدمجة مع بعضها البعض، والحكومة تعمل عن قرب في الوقت الحالي مع الشركات المتضررة على إيجاد الحلول المناسبة للأزمة.

على كل حال.. تقع الأزمة على عاتق رئيس الوزراء “بوريس جونسون” وحزبه، فقد كان بإمكانهم تخفيف وقع الأزمة على البريطانيين، لكنهم لم يفعلوا ذلك، وفضلوا التركيز منذ البداية على تمرير البريكست والفوز بالأغلبية في الإنتخابات.

يضاف إلى ذلك أن “بوريس جونسون” وفقاً لشخصيات حكومية رسمية لا يفضل النظر للأمور بواقعية، ويفضل أن يخرج دائماً على المواطنين ليخبرهم بأن “كل شئ يسير بشكل عظيم”.

ويقول أيضاً أنهم حذروا رئيس الوزراء بالفعل من إحتمال حدوث أزمة في الوقود، لكنه كان يتبسم، ويبدو وكأنه يود القول بأن هذا أمر مستبعد الحدوث تماماً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *