إنتهى عام ٢٠١٩ شاهداً على العديد من الأحداث السياسية والإقتصادية السلبية التي أثرت على الكثير من المؤسسات حول العالم، وها هو عام جديد يملؤنا فيه الأمل أن يكون أكثر إيجابية وإستقراراً من سابقه.
وعلى الرغم من كونه عاماً سلبياً في الكثير من المجالات، إلا أنه كان الأفضل بالنسبة لهذه المدونة منذ تأسيسها كما سيأتي بالأرقام والمؤشرات.
قصة المدونة بدأت قبل خمس سنوات، حينما قررت العمل في مجال الإستيراد والتصدير. لم تكن هناك الكثير من المدونات المتخصصة في هذا المجال، وقد تأكد لي ذلك حينما كنت أبحث عن معلومات كنت في حاجة إليها ولم أجدها لا في مدونات عربية، ولا عند أصحاب الخبرة على أرض الواقع.
لسبب لا أعلمه إلا أن يكون خوفاً من دخول منافسين جدد أو لمجرد عدم الإفصاح بسهولة عن معلومات إستغرق الحصول عليها الكثير من الوقت والمال. وعلى كل حال “كتمان العلم” عادة سيئة ومتأصلة عند كثيرين.
إلتحقت لهذا السبب ببعض الدورات المعتمدة في مجالات التجارة الإلكترونية – التجارة الخارجية – التخليص الجمركي – التسويق الإلكتروني وغيرها، فكان لدي العلم الكافي – على الأقل – لبدء العمل في تلك المجالات عبر شبكة الإنترنت.
وفي نفس الوقت لعرض هذه المعلومات لمستخدمي الإنترنت بشكل مجاني، خصوصاً تلك التي لم تكن متاحة بسهولة.
في نهاية عام ٢٠١٤ إشتريت جهازاً لوحياً لتأسيس مدونة باللغة الإنجليزية، حيث تعلمت في إحدى الدورات أن المدونة الإنجليزية تحقق ضعف أرباح المدونة العربية.
سرعان ما فشلت تلك المدونة لكون فكرة الربح من الإنترنت (فقط) المسيطرة عليّ آنذاك، ولأني لم أكن أمتلك مقومات التدوين باللغة الإنجليزية، ولم أفهم سلوك القارئ الغربي وقتها.
تبع هذا الفشل إنشاء “هذه المدونة” باللغة العربية ولجمهور أفهمه بشكل أكبر، ليس بهدف الربح فقط هذه المرة وإنما بهدف مشاركة تجارب ومعلومات تفيد الآخرين.
كان هذا بإختصار دافعي لإنشاء المدونة، ودون مزيد من المقدمات.. هذه مؤشرات المدونة خلال خمس سنوات (٢٠١٥ حتى ٢٠١٩)، لعلها تعطي فكرة لمن يرغب بإحتراف مجال التدوين أو صناعة المحتوى:
١. الزيارات والمشاهدات
– نهاية عام ٢٠١٤ تم تأسيس المدونة، وقد حققت ذلك العام مشاهدات قليلة تقدر بحوالي ١٤٥ ألف مشاهدة.
– عام ٢٠١٥ حققت المدونة ٩٣٣ ألف مشاهدة بزيادة قدرها ٥٤٢٪ مقارنة بالعام السابق ٢٠١٤.
– عام ٢٠١٦ حققت المدونة زيادة وصلت إلى مليون ومائتي ألف مشاهدة بنسبة ٢٩٪ مقارنة بالعام السابق ٢٠١٥.
– عام ٢٠١٧ حققت المدونة هبوطاً في المشاهدات بنسبة ١٤٪ وصولاً إلى مليون مشاهدة.
– عام ٢٠١٨ عادت المؤشرات للإرتفاع بنسبة ٩٪ بواقع مليون ومائة ألف مشاهدة.
– عام ٢٠١٩ حققت المدونة أعلى مشاهدات بواقع مليون وستمائة ألف مشاهدة، أي زيادة بنسبة ٤٠٪ مقارنة بالعام الماضي ٢٠١٨.
وقد كانت زيارات المدونة على أساس جغرافي كالآتي:
١- المملكة العربية السعودية ٢- مصر ٣- الولايات المتحدة ٤- المغرب ٥- الأردن ٦- الجزائر ٧- الإمارات العربية المتحدة ٨- الكويت ٩- العراق ١٠- عمان.
٢. أرباح المدونة
– ٢٠١٤ لم تحقق المدونة أية أرباح تذكر وهو العام الذي تم فيه تأسيس المدونة.
– ٢٠١٥ كذلك لم تحقق المدونة أية أرباح.
– ٢٠١٦ حققت المدونة أرباحاً شهرية تقدر ب٨٠ دولار بواقع ٩٦٠ دولار سنوياً.
– ٢٠١٧ إرتفعت أرباح المدونة الشهرية إلى ١٢٠ دولار أي بواقع ١٤٠٠ دولار سنوياً.
– ٢٠١٨ حققت المدونة أرباحاً شهرية تقدر ب٣٠٠ دولار أي بواقع ٣٦٠٠ دولار سنوياً.
– ٢٠١٩ حققت المدونة أرباحاً بواقع ٨٠٠ دولار شهرياً أي ٩٦٠٠ دولار سنوياً.
الأرباح مفصلة كالآتي:
١- ١٢٠ دولار شهرياً بنرات إعلانية.
٢- متوسط ٥٥٠ دولار شهرياً من جوجل أدسنس. الصور التالية إثبات دفع لشهرين ماضيين. نوفمبر وديسمبر لعام ٢٠١٩ من جوجل أدسنس فقط.
٣- متوسط ١٥٠ دولار شهرياً مقالات تسويقية وأفيليت (تسويق بالعمولة).
وقد ذكرت جميع الطرق التي أستخدمها للربح من المدونة في هذه المقالة.
٣. طرق التسويق المستخدمة
صدق أو لا تصدق، لم أقم حتى هذه اللحظة بأي تسويق يذكر للمدونة، وإنما إنصب إهتمامي كاملاً على إنشاء محتوى مميز ومفيد ويحتاج إليه المستخدم، وهذا يبين مدى تأثير السيو SEO.
الإستراتيجية الأكثر جدوى في مجال صناعة المحتوى. والسبب في كون زيارات هذه المدونة تأتي بنسبة ٩٠٪ من محركات بحث جوجل وغيرها (الزيارات الأورجانيك) Organic Traffic.
٤. الدروس المستفادة
هناك عدة أمور تعلمتها خلال تلك السنوات، وأرغب بمشاركتها لعلها تحتوي على بعض الفوائد:
١- “البدء” هو الفارق الوحيد بين من يحقق حلمه وبين من لا يزال في مرحلة الأحلام.
٢- يمكن إستغلال الأدوات والإمكانات المتاحة وإن كانت بسيطة، فإدارة المدونة والرد على التعليقات وإنشاء المحتوى يتم بنسبة ٩٥٪ بهاتف ذكي فقط.
٣- مفهوم النجاح شئ أحدده بنفسي، ولا يحدده الآخرين، ففي كثير من الأحيان ما كنت أراه نجاحاً حقيقياً لا يراه الناس نجاحاً.
٤- السير نحو الهدف بخطوات ثابتة (وإن كانت بطيئة) هو أسرع طريق للوصول إلى الهدف.
٥- إستعجال النجاح والربح يؤدي إلى اليأس والإحباط، مما يجعلك تترك كل شئ في أقرب وقت.
٦- النجاح يجلب المال ولو بعد حين – فإذا جعلت النجاح هدفك الأول سيأتيك المال حتماً بإذن الله.
٧- المجتهد يتفوق على المحظوظ والذكي في معظم الحالات، فمن بين عائلتي والمحيطين بي أعد الأقل ذكاءً – لكني قد أكون الأكثر إجتهاداً.
٨- القوة الحقيقية تتجلى في مواجهة الأزمات والإنتكاسات. ولا يوجد في الدنيا شخص أو شركة أو حتى دولة بأكملها، تظل دائماً في القمة، أو على العكس تظل دائماً في القاع.
٩- الإنسان حينما يتوقف عن القراءة والتعلم يتوقف عن التطور وتنضب أفكاره ويشعر أنه إنسان بلا قيمة أو هدف.
١٠- ستجد في كل زمان من يروج لنظرية نهاية الكون وحروب آخر الزمان.. لا تلتفت إليهم لأنهم سيصيبونك بالإحباط، وإعمل حتى وإن قامت القيامة، وفقاً لقول نبينا صلى الله عليه وسلم “إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها”.
الخلاصة
خلال تلك السنوات وبالنظر إلى المؤشرات يتبين أن كل شئ يمر بصعود وهبوط. فبرمج عقلك على هذا الأمر حتى لا تصاب بالإحباط وقت الهبوط.
وعلى الرغم من كون جمهور وأرباح المدونة ليسا بتلك الضخامة إلا أن ذلك يعد نجاحاً من وجهة نظري، حيث وصلت إلى تلك المرحلة بأقل تكلفة تذكر، وبمجهود فردي مع بعض المساعدة في التصميم، أو في كتابة الموضوعات التي ليست لدي معلومات كافية عنها، وذلك بواسطة مستقلين عبر مواقع العمل الحر.
على أمل زيادة تلك المؤشرات في العام الحالي ٢٠٢٠ بواقع الضعف (بإذن الله) عن طريق طرح محتوى أكثر جودة، وتوظيف كتاب محترفين في مجالات المدونة.
وكذلك عن طريق تطوير قناة يوتيوب الخاصة بالمدونة، والتي يمكن دعمها (مشكورين) بالإشتراك عبر هذا الرابط.
وبالطبع.. قبل ذلك والأهم هو أن كل نجاح وتقدم يحدث بتوفيق الله سبحانه وتعالى.
فكونوا على موعد نهاية هذا العام بإذن الله مع الإحصائيات الجديدة لمعرفة إذا ما تم تحقيق الأهداف أم لا.
وأخيراً.. إبداء آرائكم ومقترحاتكم في التعليقات سيسعدني للغاية ويسهل طرح ما يناسبكم من أفكار ومواضيع.
مرحباً مرة أخرى أستاذ محمود، تفضل رابط مقالة أرباح وزيارات الموقع في ٢٠٢٠، نتمنى أن تنل إعجابك https://e-tejara.com/أرباح-وزيارات-الموقع-في-٢%D9%A0٢%D9%A0/
مرحباً محمود، شكراً على تعليقك، شرف لنا إنتظارك بشغف، إنتظرها خلال الأيام القادمة، بمجرد نشرها سيتم إرسال الرابط لك.