بحلول نهاية عام ٢٠١٩ قمنا بعرض الإحصائيات الخاصة بزيارات وأرباح الموقع لأول مرة منذ تأسيسه، لسبب بسيط يتمثل في تحفيز كل من لديه حلمٌ بأن يصبح أحد رواد صناعة المحتوى للمضي قُدُماً.
ولنفس السبب مرة أخرى نعرض ما حققه الموقع في ٢٠٢٠، لنضع بين يديك تجربة واقعية لموقع ناشئ في مجال التجارة والأعمال، بفريق صغير من الكتاب المستقلين.
أول ما تجدر الإشارة إليه في هذه المقالة هو أن الموقع لم يحقق في ٢٠٢٠ الهدف الذي ذكرناه في ٢٠١٩، والذي كان ضعف زيارات وأرباح العام الذي سبقه، ربما لكونه عاماً مليئاً بالأحداث العصيبة.
إلا أن عدم تحقق الهدف لا يعني الخسارة، فقد شهد الموقع زيادة في الزيارات والأرباح، ولا نستطيع إنكار كم كنّا محظوظين لرؤية هذا التقدم في ظل تلك الظروف.
خصوصاً بالمقارنة مع مواقع وأعمال أخرى كثيرة، تعرض بعضها للخسارة، والبعض الآخر للإفلاس أو الغلق الكامل.
سبب عدم تحقيق الهدف الربحي وفقاً للإحصائيات هو تقليل المعلنين لميزانيات التسويق بمقدار الضعف تقريباً، وفقاً للركود الذي مر به العالم في ٢٠٢٠.
الذي بدأ مستهلاً بجائحة كورونا، تلتها أحداث سلبية متسارعة خلقت ركوداً في كل شئ، في العمل، في الحياة الإجتماعية، في العلاقات الأسرية وغيرها.
على كل حال.. دون أن نطيل، لنشاهد سوياً كيف كان أداء الموقع في ٢٠٢٠.
– نسبة الزيادة في زيارات الموقع في ٢٠٢٠
حقق الموقع زيادة في الزيارات هذا العام، وقد كان ذلك متوقعاً لإضطرار كثيرين حول العالم للبقاء في منازلهم، مما دفع البعض لإستغلال هذا الوقت في تعلم مجالات عمل جديدة كالتجارة الإلكترونية و مشاريع الإنترنت.
حقق الموقع زيادة في المشاهدات قدرها ١٠٪ مقارنة بعام ٢٠١٩، بإجمالي مليون وثمانمائة ألف مشاهدة مقابل مليون وستمائة ألف عام ٢٠١٩، أي بفارق مائتي ألف مشاهدة تقريباً.
ووفقاً للإحصائيات المبينة بالصورة، كان عام ٢٠٢٠ الأفضل من حيث المشاهدات منذ إنطلاق المدونة فعلياً في ٢٠١٥، وخلال تلك السنوات كان محرك بحث جوجل أكبر مصدر لتلك الزيارات.
– نسبة الزيادة في أرباح الموقع في ٢٠٢٠
شهد الموقع كذلك زيادة في الأرباح لا تقل عن ١٥٪ مقارنة بأرباح ٢٠١٩، وكانت الزيادة بالتحديد في إعلانات أدسنس، والأفيليت، وقد كانت الأرباح كالتالي:
١- بنرات إعلانية بقيمة ١٢٠ دولار شهرياً، بنفس قيمة العام الماضي.
٢- أرباح أفيليت ومقالات تسويقية ٢٥٠ دولار شهرياً، بزيادة تقدر بمائة دولار مقارنة بالعام الماضي.
٣- أرباح جوجل أدسنس بمتوسط ٧٠٠ دولار شهرياً، بزيادة تقدر بمائة وخمسون دولاراً شهرياً مقارنة بـ٢٠١٩.
إجمالي تلك الأرباح يساوي ١٠٧٠ دولار شهرياً، قد تزيد أو تنقص قليلاً، من خلال مائتين وخمسين مقالة فقط، حتى توقيت نشر هذه المقالة.
وهو عدد ضئيل للغاية مقارنة بمدونات أخرى بها آلاف المقالات المنشورة، لكن لا نرى مشكلة في ذلك مادامت محاولات الوصول إلى الهدف مستمرة، وإن بدا التقدم بطيئاً.
بنهاية عام ٢٠١٩ بلغ عدد مشتركي قناة يوتيوب الخاصة بالموقع ألفي مشترك، وبنهاية ٢٠٢٠ إقترب من حاجز العشرة آلاف، على الرغم من عدم التركيز عليها بشكل كبير. وهذا إنجاز آخر.
من حيث معدل العمل على الموقع في ٢٠٢٠ فقد كان بوتيرة أسرع من العام الذي سبقه، وسيكون إن شاء الله أفضل في العام الحالي ٢٠٢١.
وقبل ذكر الدروس المستفادة، يمكن القول أن ما يهمنا هو أن الموقع حقق تقدماً في الزيارات، وتقدماً أكبر في الأرباح، مع أن المستهدف كان أكبر من ذلك بكثير.
وما دام في العمر بقية، سيظل الهدف يتجدد ببلوغ ضعف ما حققه الموقع عام ٢٠٢٠، وستظل محاولات الوصول تتجدد كذلك.
– بعض الدروس المستفادة
١- ضع هدفاً دائماً لما ترغب بالوصول إليه، ثم إجعل معيار التقدم مبنياً على المدي البعيد، فالبعض يراقبون التقدم على المدى القريب الذي يتسم بالبطء في معظم الحالات، فيصيبهم ذلك بالإحباط.
على الرغم من وجود تقدم كبير على المدى البعيد.
٢- لا تنتظر المساعدة من أحد، فالناس لا يكترثون بما تفعل ومن النادر أن تجد من يساعدك ويدعمك، لكن عندما تصل إلى القمة، سيتمنى كثيرون لو أنهم كانوا جزءاً من ذلك النجاح.
٣- إجعل زيادة الزيارات والأرباح هدفاً مرحلياً على المدى القصير، وحدد هدفاً تطمح بالوصول إليه على المدى البعيد. إجعله هدفاً كبيراً وإن بدا ساذجاً للبعض.
٤- إبتعد عن الأشخاص السلبيين والمحبطين، وأحط نفسك بالمثقفين ومحبي القراءة والتعلم، وإن كان عبر الإنترنت وليس بشكل شخصي عن طريق متابعة المدونين وأصحاب قنوات يوتيوب. سيمثلون أحد أكبر مصادر الإلهام.
٥- إقرأ كثيراً لتستطيع التطور، وإلا لن تتقدم خطوة إلى الأمام، وهذه هي النصيحة التي نضعها دائماً في جميع المقالات الخاصة بصناعة المحتوى.
وأخيراً.. إذا كنت صانع محتوى فامضي نحو هدفك، لا تتوقف، لا تستمع للصوت المحبط الذي بداخلك. فإذا عملت بجد على محتواك وطورته بإستمرار، فإصبر فقط، وسيكون الفيصل بينك وبين النجاح حينئذٍ هو الوقت.
إلى أن نلتقي بإذن الله في إحصائيات جديدة نهاية هذا العام، الذي نرجو أن يكون عام خير وبركة علينا جميعاً.
آمين هاني وإياكم، شكراً على تعليقك.
جزاك الله كل خير ووفقك و يسر لك كل ما تطمح إليه